الفوائد الصحية للختان
د.حكمت سفيان
●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●
في العام 500 قبل الميلاد أشار هيرودوتوس Herodotus إلى أن الفلسطينيين كانو مختتنين , كما
انتقلت عادة الختان من مصر إلى سورية في تلك العصور .
كان سكان اليابان
الأصليين " الأينو" Ainu مختتنين , أما سكان
اليابان الحاليين المنحدرين من أصولٍ كورية فهم غير مختتنين , وعلى الأغلب فإن ذلك يعود إلى الديانة
البوذية المعادية للختان .
و في أيامنا هذه فإن
معظم الكوريين الجنوبيين مختتنين بينما
الصينيين و الهنود غير مختتنين وذلك بسبب تأثرهم بالديانة البوذية .
التايوانيين و
الفلبينيين غير المتأثرين بالبوذية
يمارسون الختان وفي الفلبين و كوريا الجنوبية يختتن الأطفال عندما يبلغون من العمر ما بين ثمانية
أعوام و أربعة عشر عاماً , و كذلك فإن الختان كان منتشراً
في حضارات أمريكا القديمة و عندما استعمر
الاسبان أمريكا فقد دمروا حضاراتها القديمة و حاربوا الختان و منعوه.
وفي العام 1770 تزوج لويس السادس عشر Louis XVI ماري أنطوانيت Marie
Antoinette , وكان لويس السادس عشر
يعاني من تضيق القلفة phimosis الذي
منع لويس من الإنجاب طيلة سنوات إلى أن زار الإمبراطور جوزيف الثاني Emperor Joseph II (شقيق ماري أنطوانيت) فرنسا و أقنع لويس السادس
عشر بأن يجري عملية الختان , وهو الأمر الذي مكنه من إنجاب ثلاثة أطفال , و كانت
تلك بدايةً لاعتماد العائلات الملكية
الأوروبية لعادة الختان , فمن المعروف مثلاً أن العائلة الملكية البريطانية تختتن أطفالها الذكور.
في
العام 1950 كان
معظم تلامذة المدارس البريطانية مختتنين ,
كما كان الختان سائداً لدى سكان أستراليا البيض و الذين هم بالطبع من أصول
إنكليزية , ولكن السؤال الذي يطرح نفسه
هنا : لم كان الختان مقتصراً على
الأوروبيين الذين هم من أصول بريطانية؟
قد
تتمثل الإجابة على هذا السؤال في أن الختان
كان عادةً سائدة عند العائلة المالكة البريطانية و طبقة النبلاء و لذلك فقد كانت الجماهير تختتن
أطفالها تيمناً بالعائلة المالكة و بطبقة
النبلاء باعتبارها عادةً ملكية .
و
علينا أن ننظر بتعمق إلى الانتشار الواسع للختان في بريطانيا و الولايات المتحدة و
أستراليا و كوريا الجنوبية وفي أجزاء أخرى
كثيرة من العالم إلى درجة أن ثلث
الذكور في العالم اليوم هم مختتنين بالرغم من الحملات الإعلامية المأجورة المسعورة الممولة بمليارات الدولارات ضد الختان و بالرغم
من أن الختان غير مشمولٍ بالضمان الصحي حتى
في الدول الأوروبية و الولايات المتحدة حيث ينظر إليه كعملٍ جراحي تجميلي غير مشمولٍ بالضمان الصحي .
أعلن
الباحث الأمريكي هارولد سبيرت Harold
Speert بأن سرطان الإحليل penile
cancer ليس مرضاً نادر الحدوث و لكنه يبدوا كذلك في
الولايات المتحدة لأن معظم الذكور هناك مختتنين , و نتيجة الأبحاث المتواترة التي أكدت بأن الختان يقي
بشكلٍ فعلي من الاصابة بسرطان الإحليل فقد ازداد الإقبال على الختان في الولايات المتحدة و أستراليا , كما انتشر
الختان في كوريا الجنوبية إلى درجةٍ يمكن فيها القول بأن جميع الرجال في كوريا
الجنوبية مختتنين حيث يتم ختان الأطفال في
كوريا الجنوبية ما بين عامهم الثامن و الرابع عشر , وقد انتشر الختان في كوريا
الجنوبية بعد الحرب الكورية Korean War
the وبعد اختلاط الكوريين مع الأمريكان و اكتشافهم
لفوائد الختان .
♂ سرطان القضيب Penile
cancer : عبارة عن ورم خبيث malignant ينتشر في جلد و أنسجة
الإحليل , و غالباً ما يبدأ هذا السرطان انطلاقاً من القلفة أو الحشفة .
أكدت
الدراسات العلمية الأمريكية و الكندية وجود علاقة عضوية بين عدم اختتان الرجال و
بين إصابة النساء بسرطان عنق الرحم cervical cancer , كما أكدت دراساتٌ أخرى
بأن الختان يقلل إصابات المجاري البولية عند الأطفال infant
urinary tract infections
بمعدلٍ قد يصل إلى عشرين ضعفاً .
كما
أكدت الدراسات العلمية بأن الختان يقلل بنسبة 60% من احتمال انتقال العدوى
بفيروس الإيدز من النساء إلى الرجال أو العكس.
♂ الختان circumcision: هو عملية إزالة القلفة (foreskin (prepuce) بشكلٍ كلي أو جزئي و قد
تتضمن عملية الختان إزالة لجيم القلفة frenulum و
تدعى عملية الختان عندها بعملية استئصال
اللجيم frenectomy .
اللجيم frenulum: اللجيم بشكلٍ عام عبارة عن ثنية جلدية تمنع العضو من التحرك من
موضعه و لجيم القلفة يتوضع في الجزء
السفلي من الحشفة عند منطقة الساعة 6 .
من دواعي الختان الطبية الشبم
phimosis أي تضيق القلفة وعدم القدرة على سحبها للخلف , وقد ثبت بشكل علمي وجود علاقة ما بين تضيق القلفة
عند البالغين و ما بين مرض البول السكري Diabetes
.
المشكلة
الثانية المرتبطة بالقلفة هي " الجلاع"
paraphimosis , و حالة الجلاع هي الحالة المعاكسة للشبم ففي هذه الحالة تنكمش القلفة وراء الحشفة glans penis
و يتعذر إعادتها إلى مكانها الطبيعي لتغطي الحشفة , وفي هذه الحالة
تجرى محاولات علاجية تتمثل في ضغط الحشفة و
استعمال المراهم المرطبة و استخدام السكر المحبب granulated sugar حتى
يقلل التورم من خلال ظاهرة التناضح أو
التنافذ osmosis وهو انتشار الجزيئات molecules خلال غشاءٍ نصف نفوذ semipermeable membrane من
الوسط الأدنى تركيزاً إلى الوسط الأعلى تركيزاً حتى يصبح هنالك تعادلٌ بين هذين
الوسطين , و في حالتنا هذه فإن حبيبات السكر تمتص السوائل المنحبسة و المسببة للتورم .
ولكن
إذا فشلت تلك المحاولات و إذا استمرت هذه الحالة لبضعة ساعات و في حال تعذر وصول الدم
إلى الحشفة بسبب ضغط القلفة فإن ذلك قد يؤدي إلى حدوث الغنغرينا gangrene وعندها
يصبح الختان أحد الحلول المطروحة لهذه الحالة.
و إذا
استخدمنا أسلوبٌ آخر لعلاج هذه الحالة و نجح
بشكل مؤقت و عادت الحالة بعد فترة من الزمن فعندها لابد من إجراء الختان.
في حال
الجلاع paraphimosis
تعمل القلفة المرتدة للخلف و التي تضغط على الحشفة كعصبة وهو الأمر الذي يؤدي إلى إحداث وذمة (استسقاء ,
ورم) edema في الحشفة و هي الحالة التي يمكن أن تؤدي إلى حدوث آلامٍ مبرحة و انحباسٍ في البول urinary retention و نقص تروية في الحشفة (إسكيميا) glans ischemia (نقص وصول الدم إلى
الحشفة) .
● الختان و الوقاية من التهاب
الحشفة Balanitis :
و من المشكلات الصحية المرتبطة كذلك بعدم الختان التهاب الحشفة Balanitis , وهذه الحالة ترتبط كذلك بمرض السكر diabetes , كما
يرتبط التهاب الحشفة كذلك بالشبم phimosis
أي تضيق القلفة , ذلك أن البول الذي يحتبس ضمن القلفة المتضيقة phimotic foreskin يفاقم من المشكلة و يزيد من حدة التهاب الحشفة
.
هنالك
عدة عوامل ممرضة تتسبب في حدوث التهاب الحشفة عند غير المختتنين مثل الفطور المبيضة Candida بالإضافة
إلى البكتيريا الهوائية و اللاهوائية و الأمراض
المنقولة جنسياً
STD
sexually transmitted disease.
● الكانديدا - الفطور المبيضة Candida : تصيب هذه الفطريات منطقة الفم و الحنجرة عند الأطفال تظهر على شكل
بقع بيضاء على الفم و الحنجرة , كما تصيب منطقة المهبل عند النساء و تظهر كذلك على
شكل بقعٍ بيضاء و لهذا السبب فقد دعيت
بالمبيضة لأنها تؤدي إلى ابيضاض المنطقة
المصابة.
و الكانديدا هذه
عبارة عن فطرياتٍ طفيلية parasitic fungi تصيب الفم
و المهبل و المجاري الهضمية و في
الوقت الحالي تصنف المبيضة أو الكانديدا ضمن الفطريات الزقية ascomycetes
المسببة للإصابة بالقلاع thrush.
أصل التسمية : من
كلمة كانديدوس candidus اللاتينية
و التي تعني " أبيض اللون" .
■
إن المعاندة في عدم إجراء الختان في حال الإصابة المتكررة بالتهاب الحشفة هي أمرٌ في
غاية الخطورة حيث أن التهابات الحشفة المزمنة
Chronic inflammation of the glans
تشكل منطلقاً للإصابة بالسرطانة
الحرشفية الخلايا squamous cell
carcinoma .
● السرطانة carcinoma: ورم ٌ سرطاني خبيث malignant tumor من منشأٍ ظهاري epithelial – أي
نوعٍ من السرطان ينشأ من الخلايا الظهارية epithelial cells .
تتألف الطبقة
الخارجية من الجلد من خلايا حرشفية ظهارية
squamous
epithelial cells
وهذه الخلايا
الظهارية تشكل الأغشية المخاطية mucous membranes التي تبطن الفم و تجاويف
الجسم و الأجزاء الداخلية من الرئتين و المجاري الهضمية gastrointestinal tract و المجاري البولية و التناسلية .
●
الختان و الوقاية من الإيدز:
إن الجزء
الداخلي للقلفة غنيٌ بخلايا لانغرهانس Langerhans cells التي تحوي مستقبلات سي دي فور
CD4
receptors و أشكالٍ أخرى من المستقبلات التي تقوم باستقبال فيروس الإيدز , و بالتالي فإن إزالة القلفة كونها جزئاً غنياً بخلايا لانغرهانس التي تحوي مستقبلات فيروس الإيدز
سيقلل من انتشار هذا الفيروس.
وكذلك فإن جلد القلفة الداخلية inner prepucial skin لا يحتوي إلا على القليل من
الكرياتين keratin
أو أنه لا يحتوي نهائياً
على الكرياتين مما يجعله أكثر قابليةً لالتقاط فيروس الإيدز.
♂ الكرياتين
keratin : بروتينات ليفية تحتوي
على الكبريت sulfur-containing
fibrous proteins تشكل أساساً للأنسجة البشروية المتقرنة horny epidermal tissues كالشعر و الأظافر وقد دعيت تلك الأنسجة بالأنسجة المتقرنة لأنها
تشكل أساس أنسجة القرون horn .
و الكرياتين هو
بروتين غير قابلٍ للانحلال في الماء insoluble protein يوجد كذلك في الطبقة الخارجية للجلد التي
تدعى بالبشرة epidermis و الطبقة العليا من خلايا البشرة تحوي على
الكرياتين keratin ,
وطبقة الكرياتين هذه هي التي تجعل الجلد صلباً و غير نفوذٍ للماء waterproof , وفي المناطق التي تتعرض للاحتكاكات مثل القدم
أو اليد تزداد أعداد الخلايا التي تحوي على الكرياتين .
إن الخلايا التي تحوي
على الكرياتين تتساقط بشكلٍ متواصل لتحل مكانها خلايا أخرى , و في الحقيقة فإن
قشرة الرأس dandruff ليست إلا خلايا متساقطة تحوي الكرياتين.
إن جلد القلفة الداخلية inner prepucial skin لا يحتوي إلا على القليل من
الكرياتين keratin أو أنه لا يحتوي على الكرياتين
مما يجعله أكثر قابليةً لالتقاط فيروس الإيدز و في الوقت ذاته فإن الختان يؤدي إلى
تقرن الحشفة مما يزيد من مقاومتها لنفاذ
العوامل الممرضة.
و يعرف
هذا الداء كذلك باسم التهاب الحشفة الجفافي
المسد balanitis
xerotica obliterans
و يظهر هذا الداء على شكل
لويحات نامية بيضاء –قشور أرجوانية اللون- توسع الشعيرات telangiectasia : تمدد الشعيرات الدموية capillaries
أو الشرينات arterioles
أو الأوردة venule
التي تقع مباشرة تحت الجلد ( كما هي الحال في الوجه) و تتظاهر على
شكل ورمٍ وعائي vascular neoplasms .
كما
يظهر هذا الداء على شكل مرجونة purpura
: حالة نزفية hemorrhagic تظاهر على شكل لطخات ملونة تنتج عن الانصباب الدموي
extravasation في الجلد و الأغشية المخاطية أي أن هذا التلون يحدث
نتيجة حدوث نزفٍ دموية تحت سطح الجلد , و اللطخات الملونة الصغيرة تدعى بالخبرات petechiae بينما تدعى اللطخات الملونة الكبيرة بالكدمات ecchymoses.
وقد
يظهر هذا الداء على شكل تآكل erosions أو تقرح ulcerations.
و غالباً
ما يصيب هذا الداء القلفة و يظهر عليها غير
أنه قد يظهر كذلك على الحشفة و الصماخ البولي meatus
و الإحليل الأمامي anterior urethra .
إن داء الحزاز التصلبي LS) Lichen Sclerosis) غالباً ما يكون مرضاً غير
عارض (عديم الأعراض) asymptomatic
, غير أن هنالك أعراضٌ تصاحبه مثل الشعور بالحكة و الحرقة و النزف و الشعور بألمٍ مصاحب
لتصلب الإحليل , و ظهور نقاطٍ نزفية hemorrhagic blisters .
و عندما يصيب هذا الداء القلفة فإن هذه الحالة
تتحول إلى حالة شبم (تضيق في القلفة و انحباس للحشفة داخل القلفة ) phimosis و قد
تتحول إلى حالة جلاع paraphimosis اختناق الحشفة بسبب ضغط القلفة المرتدة للخلف و
المتضيقة عليها .
و عندما يصيب هذا الداء الصماخ البولي فإنه
يظهر على شكل احتباسٍ بولي urinary retention
نتيجة حدوث تضيقٍ صماخي meatal stenosis أو تضيق
إحليلي أمامي anterior
urethral stricture .
علماً أن هنالك دلائل تشير إلى وجود علاقة
ما بين الإصابة بالحزاز التصلبي (LS) و بين الإصابة بالسرطان القضيبي penile carcinoma لوجود احتمالٍ كبير لتعرض هذا
الداء
لا نتكاسٍ و تحولٍ خبيث malignant.
إن الأبحاث السريرية قد أكدت بأن احتمال نجاح الختان في العلاج النهائي لهذا الداء المعاند
هي مئة بالمئة و أن هذا الداء لا يعود أبداً بعد الختان.
□إن الالتهابات المزمنة الموضعية المصحوبة
بتضيقٍ في القلفة phimosis يمكن أن تؤدي في النهاية إلى
حدوث سرطانة حرشفية الخلايا squamous cell carcinoma .
● يمكن أن يؤدي تضيق القلفة phimosis الشديد إلى احتباس البول retention of urine , حصى الكلية kidney
stones .
● الختان و التهاب المجاري البولية Urinary Tract Infections:
بينت
دراسة أجريت على 219,755 طفل ولدوا في المستشفيات العسكرية الأمريكية أن الإصابة بالتهاب المجاري البولية عند الأطفال غير المختتنين هي أكثر بإحدى عشر مرة مما هي
عليه عند الأطفال غير المختتنين.
● خطر
الإصابة بالسفليس syphilis عند غير المختتنين يكون أعلى بتسعة أضعاف مما هي عليه عند غير المختتنين.
● خطر
الإصابة بالسيلان gonorrhea عند غير المختتنين هي أعلى بثلاثة أضعاف مما هي
عليه عند غير المختتنين.
● خطر
الإصابة بالقرحة الرخوة chancroid عند غير المختتنين يكون أعلى
بنسبة 88% .
● خطر
الإصابة بالهربس التناسلي (genital herpes (HSV-2
عند غير المختتنين يكون أعلى بنسبة 12% .
● إن البيئة الناقصة الأوكسجين anoxic تحت القلفة تهيء لنمو
الكائنات المجهرية اللاهوائية anaerobes
التي تقوم بتفعيل خلايا لانغرهانس Langerhans
cells وهي
الخلايا التي تستقبل فيروس الإيدز HIV
وتساعده على الوصول إلى العقد اللمفاوية lymph nodes .
إن الختان يقلل كثيراً من مقدرة البكتيريا
اللاهوائية anaerobic bacteria على الحياة وذلك لأن البيئة التي يصنعها الختان
هي بيئةٌ جافة جيدة التهوية وهو الأمر الذي يقي من الإصابة بالكثير من الأمراض المنقولة
جنسياً STIs بما فيها الإيدز HIV.
● العلاقة بين الختان و بين الاصابة بسرطان
القضيب Penile
Cancer:
منذ
العام 1932 تمت ملاحظة أن سرطان القضيب penile cancer لم يصب أي شخصٍ تم ختانه خلال أشهر
حياته الأولى .
إن خطر
الإصابة بسرطان القضيب عند غير المختتنين هو
أكبر ب 22 مرة مما هو عليه عند المختتنين , وفي إحدى الدراسات فإنه من بين 89 رجلاً مصاباً بسرطان القضيب كان هنالك رجلين فقط
غير مختتنين.
إن خطر
الإصابة بسرطان القضيب penile cancer عند غير المختتنين يبلغ 1 من 600 في الولايات المتحدة , و 1 من 900 في الدنمارك.
يشكل سرطان القضيب 1% من إجمالي الإصابة بالسرطان
, و في ربع أو ثلث حالات الإصابة بسرطان القضيب
تكون الإصابة قاتلة.
وفي بالي التي لا تعرف الختان يشكل سرطان القضيب ثاني أكثر السرطانات carcinoma شيوعاً
.
في العام 2008 حاز الدكتور هارالد زور هاوزن Harald
Zur Hausen في ألمانيا على جائزة نوبل
Nobel Prize بسبب تمكنه من إثبات وجود علاقة
بين فيروس الورم الحليمي papillomavirus و بين سرطان عنق الرحم cervical cancer .
إن فيروس
الورم الحليمي papillomavirus هو فيروسٌ
معدي سريع الانتشار عن طريق الممارسات الجنسية بما فيها الممارسات الفموية الجنسية
.
وقد
تم تحديد وجود فيروسات الورم الحليمي البشري المكون للورم oncogenic HPV في السرطان القضيبي.
□ (فيروس مسرطن oncogenic virus).
وفي
الحقيقة فإن الدراسات المتواترة تؤكد على وجود
علاقة ما بين عدم الختان و بين الإصابة
بفيروس
الورم الحليمي papillomavirus , و
إحدى تلك الدراسات تشير إلى أن معدل الإصابة
بفيروس الورم الحليمي papillomavirus عند غير المختتنين يبلغ خمس أضعاف ما هو عليه عند المختتنين بينما
تشير دراسةٌ أخرى إلى أن معدل الإصابة بهذا الفيروس المسرطن oncogenic virus عند
غير المختتنين يبلغ عشر أضعاف ما هو عليه عند المختتنين.
و أشارت إحدى الدراسات إلى أن التخلص من الإصابة بالفيروسة الحليمية المكونة للورم القضيبي oncogenic HPV penile تكون أسرع بست مرات عند المختتنين
مما هي عليه عند غير المختتنين.
■
إن الإصابة المزمنة الناكسة بالتهاب الحشفة Chronic
relapsing balanitis الناتجة عن عامل بكتيري أو
فطري mycotic أو فيروسي viral تزيد
بشكلٍ فعلي من خطر الإصابة بسرطان القضيب penile cancer.
إن
45% من المصابين بسرطان القضيب كانوا يعانون من التهابٍ في الحشفة balanitis.
و كذلك فإن هنالك علاقة بين الحزاز المتصلب
القضيبي Penile
lichen sclerosus (BXO)
و بين الإصابة بسرطان القضيب penile cancer.
إن نسبة تتراوح ما بين 28 و 50% من
المصابين بسرطان القضيب كانوا يعانون من الإصابة بالحزاز المتصلب القضيبي Penile lichen sclerosus (BXO) .
إن نصف حالات الاصابة بسرطانة الخلية الحرشفية
القضيبية penile squamous cell carcinomas التي تشكل 95% من الأورام القضيبية penile
neoplasms تكون
مرتبطةً بالحزاز المتصلب lichen sclerosus , بينما تكون نصف حالات الاصابة بسرطانة الخلية
الحرشفية القضيبية penile squamous cell carcinomas مرتبطاً بالإصابة بفيروس الورم الحليمي papillomavirus .
إن هنالك ارتباطٌ وثيق بين سرطان القضيب penile carcinoma و بين
تضيق القلفة phimosis , حيث يؤدي تصفيق القلفة Phimosis إلى حدوث خلل في تنسج dysplastic جلد
القلفة.
وثمة دراسات تربط بين طول القلفة و بين حدوث
سرطان القضيب .
إن إجراء الختان في الطفولة المبكرة يمنع إلى درجة كبيرة الإصابة بسرطان القضيب.
● الختان و سرطان البروستات Prostate Cancer:
تؤكد
الدراسات العلمية وجود علاقة بين الاصابة بسرطان
البروستات prostate
cancer و بين الاصابة بالأمراض المنقولة جنسياً Sexually-transmitted
infection .
إن الإصابة
بالأمراض المنقولة جنسياً تؤدي إلى حدوث التهاباتٍ مزمنة في البروستات تؤدي في النهاية إلى الإصابة بالسرطان.
إن معدل
إصابة غير المختتنين بسرطان البروستات يعادل
ضعف أو ضعفي معدل إصابة غير المختتنين بهذا السرطان .
● الختان و الإيدز :
أكدت
الدراسات العلمية أن خطر الإصابة بقصور المناعة
المكتسب (الإيدز) عند غير المختتنين يكون أكبر بأضعاف مما هو عليه عند المختتنين ( تختلف النسبة من دراسةٍ لأخرى وفي إحدى الدراسات
فإن احتمال إصابة غير المختتنين بالإيدز يبلغ
عشر أضعاف احتمال إصابة المختتنين ) .
و هذا
الأمر لا يتعلق بالرجال و حسب بل إن احتمال إصابة المرأة التي تقيم علاقة جنسية مع
رجلٍ مختتن مصاب بالإيدز هو أقل من احتمال إصابة المرأة التي تقيم علاقةً مع رجل
غير مختتن مصاب بالإيدز.
وفي العام 2007 أقرت منظمة الصحة العالمية
World Health Organization فاعلية الختان
في الوقاية من الإصابة بالإيدز .
ماهي العلاقة بين الختان و بين الوقاية من
الإيدز؟
إن السطح
السفلي المخاطي للقلفة غني بخلايا لانغرهانس Langerhans cells التي تقوم باستقطاب فيروس الإيدز و تسهل دخوله
إلى العقد اللمفاوية lymph nodes كما أن السطح السفلي المخاطي للقلفة يتميز بنفوذيةٍ permeability عالية تمكن فيروسات الإيدز
من الدخول إلى الجسم و تحقيق الإصابة الجهازية
systemic infection.
إن احتمال الإصابة بالإيدز HIV يزيد
مع تزايد مساحة القلفة .
إن التهاب
ظهار epithelium القلفة يزيد من احتمال الإصابة
, و كذلك فإن وجود اللخن smegma
و الرطوبة تحت القلفة تزيدان من احتمال الإصابة بفيروس الإيدز.
● الختان و سرطان عنق الرحم Cervical Cancer
عند النساء:
سرطان
عنق الرحم هو ثاني أكثر سرطان يصيب النساء – أحياناً يظهر هذا السرطان على شكل نزيفٍ مهبلي vaginal bleeding , ولكن في بعض الأحيان لا تظهر أعراض الاصابة
بهذا المرض الخبيث إلا بعد أن يستفحل و يصل إلى مراحل متقدمة.
إن جميع الدراسات العلمية المحترمة تؤكد بأن الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري human papillomavirus (HPV) هي العامل
المؤهب و المهيئ للإصابة بسرطان عنق الرحم
, و غالباً ما ينتقل فيروس الورم الحليمي البشري عن طريق الجنس.
إن معدل
إصابة النساء بسرطان عنق الرحم Cervical cancer
يبلغ عشر أضعاف معدل إصابة الرجال بسرطان القضيب .
♂
من الملاحظات التي لاحظها الأطباء في الغرب أن سرطان عنق الرحم
نادراً ما يصيب الراهبات بينما هو منتشرٌ بين
المومسات .
كما لاحظ الأطباء بأن إصابة النساء بسرطان
عنق الرحم نادرة الحدوث في المجتمعات التي يختتن ذكورها , بينما تنتشر الإصابة بسرطان عنق الرحم بدرجةٍ
كبيرة في المجتمعات التي لا يختتن ذكورها.
ولا عجب في ذلك ففي العام 1947 أعلن بلوت
Plaut عن نتائج أبحاثه بهذا الخصوص
و التي ذكر فيها بأن مادة اللخن smegma
الموجودة تحت القلفة foreskin تتسبب في حدوث سرطان عنق الرحم Cervical cancer
عند الفئران .
و في العام 1980 وفقاً لأبحاث العالم الألماني زور هاوزن Zur
Hausen فإن
الممارسة الجنسية تؤدي إلى انتقال أشكالاً شديدة الخطورة من فيروس الورم الحليمي البشري
human papillomavirus
(HPV) و أن هذه الفيروسات تتسبب في الإصابة بسرطان
عنق الرحم بنسبة 99% .
و أن
فيروسات الورم الحليمي البشري هي المسئولة كذلك عن الإصابة بالورم الظهاري الداخلي القضيبي penile
intra-epithelial neoplasia .
و في العام 1987 تبين بأن النساء اللواتي يصبن بسرطان عنق الرحم cervical
cancer غالباً ما يكون لديهن شريكٌ
جنسي مصابٌ بالورم الظهاري الداخلي القضيبي
penile intra-epithelial neoplasia PIN).
وفي العام 2002 تأكدت العلاقة بين الإصابة
بسرطان عنق الرحم عند النساء و بين عدم ختان
الذكور .
وقد أجرت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان International Agency
for Research on Cancer أبحاثاًٍ
عالمية نشرت نتائجها في مجلة إنكلترا الجديدة الطبية New
England Journal of Medicine و قد توصلت تلك الأبحاث إلى أن احتمال إصابة المرأة بسرطان عنق الرحم يزيد بمعدل
ست أضعاف في حال كان شريكها الجنسي أقلفاً
(غير مختتن) .
كما أن الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري القضيبي Penile human
papillomavirus (PenileHPV) عند
الذكور تؤدي إلى زيادة احتمال إصابة الإناث بفيروس الورم الحليمي البشري في عنق الرحم
cervical HPV أربعة
مرات.
و في بالي حيث معظم الذكور غير مختتنين فإن
سرطان عنق الرحم cervical carcinoma هو السرطان الأكثر شيوعاً بين
النساء في بالي.
● ختان الذكور و الوقاية من سرطان الثدي Breast Cancer عند النساء:
ربطت الدراسات العلمية بين الإصابة بفيروس
الورم الحليمي البشري human papillomavirus (HPV) و بين الإصابة بسرطان الثدي
Breast Cancer ذلك
أنه كان يعثر على فيروس الورم الحليمي البشري
(human papillomavirus (HPV في أورام الثدي breast
tumors , وهي
الفيروسات ذاتها التي كان يعثر عليها في عنق الرحم cervix
عند أولئك النساء , مما يؤكد الاعتقاد بأن هنالك علاقة بين الإصابة
بالأمراض المنقولة جنسياً و بين الاصابة بسرطان الثدي عند النساء.
● الختان و الوقاية من الهربس البسيط Herpes Simplex Virus:
دلت
الأبحاث على أن ممارسة المرأة الجنس مع ذكرٍ
أقلف (غير مختتن ) تزيد من احتمال إصابتها بفيروس الهربس البسيط.
● ختان الذكور و وقاية الإناث من الإصابة
بالمتدثرة الحثرية (كلاميديا تراكوماتيس) Chlamydia trachomatis :
إن معدل
إصابة النساء بالمتدثرة الحثرية (كلاميديا
تراكوماتيس) Chlamydia trachomatis يكون أعلى بخمس مراتٍ او أكثر
عند المرأة التي يكون شريكها الجنسي أقلفاً
(غير مختتن) .
إن عواقب
الإصابة بالكلاميديا التناسلية Chlamydia genital تتمثل في التهاب الحوض pelvic inflamatory وهي حالةٌ قد تفضي إلى الإصابة
بالعقم أو الحمل المنتبذ ectopic pregnancy و ألم الحوض pelvic pain , كما أن الاصابة بالكلاميديا هي من
العوامل المحرضة على
الاصابة بسرطان عنق الرحم cervical cancer و انتقال
فيروس الإيدز HIV عند الذكور و الإناث , كما تتسبب الكلاميديا بإصابة النساء و الرجال بالعقم و إصابة الذكور بالتهاب البروستات prostatitis و الإحصار الإحليلي urethral blockage.
ومن
المعتقد أن القلفة تلتقط المفرزات العنقية المهبلية cervicovaginal الملوثة مما يؤدي إلى إصابة الذكر بهذه الالتهابات ومن ثم
قيامه بنقلها لاحقاً عن طريق الجنس إلى نساءٍ
أخريات.
● الختان و التهاب المهبل البكتيري Bacterial Vaginosis و المشعرات Trichomonas عند النساء:
التهاب
المهبل البكتيري (Bacterial
vaginosis Garnerella) هو أحد أكثر الإصابات شيوعاً
بين النساء وهو يرتبط بتشكل الأورم الظهارية البينية في عنق الرحم cervical intraepithelial
neoplasia .
تظهر
هذه الإصابة على شكل سيلانٍ مهبلي vaginal discharge قاتم اللون ذو رائحةٍ كريهة و في بعض الأحيان يكون
هذا المرض غير عارض (لا أعراض ظاهرية له).
و تنتج
هذه الإصابة عن تكاثر أعداد بكتيريا الغاردنريلا المهبلية Gardnerella vaginalis
و تدعى
هذه الحالة كذلك باسم التهاب المهبل اللانوعي
nonspecific
vaginitis.
يحتوي
المهبل على بكتيريا الملبنة الحمضة Lactobacillus acidophilus و مهمة هذه البكتيريا تتمثل
في منع الكائنات المجهرية في المهبل vaginal microorganisms من أن تتضاعف أعدادها بحيث تتحول إلى عاملٍ ممرض ومن الكائنات المجهرية التي تتسبب في حدوث التهاب
المهبل بكتيريا الغاردنريلا المهبلية Gardnerella vaginalis و الموبيلانكوس
Mobiluncus و العصوانية Bacteroides و المفطورة
Mycoplasma.
إن الذي يحدث عند الإصابة بالتهاب المهبل
البكتيري يتمثل في اختلال التوازن الحيوي داخل
المهبل حيث تتناقص أعداد بكتيريا الملبنة الحمضة Lactobacillus
acidophilus مقابل
ازدياد أعداد البكتيريا الممرضة و ذلك يحدث
لسببٍ غير معروف.
إن احتمال إصابة المرأة التي يكون شريكها الجنسي
أقلفاً (غير مختتن) بالتهاب المهبل
البكتيري يبلغ ضعف احتمال إصابة المرأة التي شريكها الجنسي مختتن , و قد أشارت إحدى
الدراسات إلى أن الاصابة بالتهاب المهبل الحاد
كانت أقل ب 60% عند زوجات الرجل المختتنين مما هي عليه عند زوجات غير المختتنين و هذا الأمر
ينطبق كذلك على التقرحات التناسلية genital ulceration .
و من المعتقد بأن القلفة foreskin تساعد الكائنات المجهرية التي
تتسبب في حدوث التهاب المهبل البكتيري على
البقاء مثل البكتيريا اللاهوائية الموجبة لصبغة غرام gram-negative
anaerobic bacteria ذلك
أن بيئة المنطقة الواقعة تحت القلفة هي بيئةٌ رطبة و لا هوائية وبذلك يمكن اعتبار القلفة وسيلةً أساسية في انتقال العدوى بالتهاب المهبل
البكتيري.
● هل يؤثر الختان على مستوى الاحساسات الجنسية؟
لايوجد
دليلٌ علمي على أن الختان ينقص من مستوى الإحساسات الجنسية بالرغم من أن الختان يؤدي إلى تقرن keratinization الحشفة , علماً أن خفض شدة الاحساسات الجنسية هو أمرٌ مطلوبٌ بشدة للتخلص من حالة سرعة الدفق
premature
ejaculation
.
إن هنالك
تهافتاً عالمياً على تعاطي المخدرات الطبية و استخدامها لتحقيق هذه الغاية , أي تخفيض
حدة الاحساسات الجنسية ولكن أحداً لم يسمع
بأشياء تحقق عكس هذا الأمر .
ومن
جهةٍ أخرى فإن الإحساسات الجنسية تتولد في نوعٍ معينٍ من النهايات العصبية nerve endings يدعى بالجسيمات التناسلية genital corpuscles , و هذه الجسيمات غير موجودةٍ
في القلفة foreskin.
♂ تقرن الحشفة : هو تصلب سطح الحشفة و جفافه عند المختتنين نتيجة
احتكاكها بالملابس الداخلية و تعرضها للتهوية و يساعد هذا التقرن على منع العوامل
الممرضة من اختراق سطح الحشفة , كما أنه يمنع العوامل الممرضة و خصوصاً تلك
اللاهوائية من الاستمرار في الحياة .
● قائمة بالمخاطر التي يقي الختان منها أو
يقلل من احتمال وقوعها عند الذكور:
● سرطان
القضيب Penile cancer.
● سرطان
البروستات Prostate cancer.
● فيروس
قصور المناعة المكتسب (الإيدز) HIV (human immunodeficiency
virus):
يخفض
الختان احتمال الاصابة بالإيدز بنسبةٍ تصل
إلى 75% ولذلك فقد أوصت منظمة الصحة العالمية
the World Health
Organization بالختان كوسيلة للوقاية من الإصابة بالإيدز.
● التهاب
الحويضة و الكلية عند الأطفال Pyelonephritis.
● فيروس
الورم الحليمي البشري human papillomavirus.
● التهاب
الحشفة Balanitis.
● السفلس
Syphilis.
● الهربس
التناسلي Genital herpes.
● تضيق
القلفة Phimosis.
● الجلاع
paraphimosis.
● إصابات
المجاري البولية عند الأطفال Urinary tract infection.
● أمراض
الكلية renal
disease.
● داء
المبيضات Candidiasis.
● فرط
ضغط الدم عند الأطفال Childhood hypertension.
● قائمة
بالمخاطر التي يقي الختان منها أو يقلل من احتمال وقوعها عند الإناث اللواتي شريكهن
الجنسي مختتن :
● سرطان
عنق الرحم Cervical cancer.
● فيروس
قصور المناعة المكتسب (الإيدز) HIV (human immunodeficiency
virus).
●التهاب
المهبل البكتيري Bacterial vaginosis.
● المتدثرة
(الكلاميديا) Chlamydia-
chlamydial infection.
● سرطان الثدي.
■ ملاحظةعامة :
يولد بعض الأطفال
أحياناً بمبالٍ تحتي hypospadias , وهي الحالة التي يتوضع فيها صماخ البول (فتحة
التبول meatus) على الثلم الإحليلي urethral groove بدلاً
من توضعه عند طرف الحشفة , وفي أرياف بعض الدول تدعى هذه الحالة بطهور الملائكة و
لا يتم اختتان أولئك الأطفال .
مع أمنيتي الصادقة
لكم و لأطفالكم بالصحة و العافية
د.حكمت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق