علم النفس التطبيقي
علم النفس الجنائي
د.حكمت سفيان
المورث الزائد:
هنالك نظرية تقول بأن ما يدعى بالمورث
الزائد Extra
chromosome وهو المورث الذي افترض
بعض الباحثين بأنه المورث المسئول عن السلوك الإجرامي أو السلوك المرضي و قد بينت
الأبحاث بأن نسبةً من المساجين في الولايات المتحدة و أستراليا و بريطانيا يمتلكون
مثل هذا المورث الزائد.
و كما تعلمون فإن
الشخص الطبيعي يمتلك 46
صبغياً في كل خلية , منها 22 زوج من الصبغيات الجسدية autosom أي 22 زوجاً
من الصبغيات غير الجنسية, كما يمتلك الشخص زوجاً من الصبغيات المحددة للجنس
, و تكون هذه الصبغيات من النوع X عند الأنثى و تكون من النوع y عند الذكر .
و عندما يتم تلقيح البويضة
فإن الخلية الملقحة تحصل على الصبغي الأنثوي X من الأم بينما تحصل إما على الصبغي الأنثوي X أو الصبغي الذكري Y من الأب , فإذا حصلت الخلية الملقحة على الصبغي الأنثوي X
من الأب كان الجنين أنثى , أما إذا حصلت على الصبغي الذكري y
من الأب , كان الجنين ذكراً .
و بعد أن تبدأ البويضة الملقحة بالانقسام فمن الممكن أن يكون لدينا صبغيٌ زائد
أنثوي X أو ذكري y في أحد الطرفين , وفي
هذه الحالة يحوي كلٌ من صفي الصبغيات على أكثر من
23 صبغياً .
و في العام 1966 تم توصيف أحد أشكال الصبغيات الزائدة و قد دعيت
هذه الحالة XYY في بريطانيا , وقد تميز الأشخاص الذين يعانون
من هذه الحالة بقامة طويلة و ذكاءٍ منخفض , كما تم
اكتشاف هذه الحالة عند الذكور الذين
يعانون من التأخر العقلي , وفي إحدى الدراسات وجد بأن 7 حالة من بين 197 حالة من المرضى العقليين المجرمين كانوا يعانون من حالة المورث
الزائد من النمط Xyy , و
بشكلٍ عام فإن الأشخاص الذين يعانون من
حالة مورثٍ زائد من النمط Xyy يتميزون بمعدل ذكاءٍ متدني , ومن الممكن أن
يعزى السلوك الإجرامي إلى معدل الذكاء المنخفض .
كان الطبيب الإيطالي سيزار لامبروزو S.Lambrozo يؤكد على دور العوامل الوراثية
و الجسدية في تشكيل الشخص المجرم , وكان لا مبروزو يرى بأن المجرمين متأخرين من حيث
نموهم و تطورهم النفسي عن الأشخاص الطبيعيين بينما كان نيتزل Nietzel يرى بأن العامل الحاسم في
السلوك الإجرامي يرتبط بالظروف الموضوعية المحيطة بالفرد أكثر مما يرتبط بالسمات الشخصية لذلك الفرد.
تدل العلاقة الموجبة +1 على
أن هنالك تناسباً طردياً بين المتغيرين , أي
أن كل زيادة في المتغير الأول تستدعي زيادة
المتغير الثاني .
أما
العلاقة السلبية -1 فتدل على
أن هنالك تناسباً عكسياً بين متغيرين
, أي أن كل نقص في المتغير الأول يستدعي نقص المتغير الثاني.
تدل العلاقة الصفرية أو ما يدعى بالعلاقة غير الدالة إلى انعدام التلازم
بين المتغيرين سواءً أكان تلازماً إيجابياً ( زيادة) أو تلازماً سلبياً (نقص) .
يدعى الرقم الذي يمثل العلاقة بين متغيرين بمعامل الارتباط , و كلما اقترب معامل الارتباط
من الصفر دل ذلك على ضعف العلاقة بين المتغيرين و العكس صحيح.
المجرم المحترف :
يتميز المجرم المحترف بأنه يعتمد في أعماله
الإجرامية على التفكير و المهارة أكثر مما يعتمد على العنف .
الجرائم الانفعالية : وهي الجرائم التي يرتكبها
الشخص عندما يكون واقعاً تحت انفعالاتٍ معينة كجرائم الشرف التي يرتكبها الزوج عندما يفاجئ زوجته الخائنة
مع عشيقها , و الجرائم التي يرتكبها أشخاصٌ بعد تعرضهم للإهانة و الاحتقار و الاستفزاز
من قبل أشخاص آخرين , و يقول علماء النفس بأن هنالك أشخاص يمتلكون ميولاً انتحارية
و لكنهم يرغبون بالموت على أيدي أشخاص آخرين و هؤلاء يستفزون الآخرين و يحقرونهم بشتى
الوسائل على امل أن يقوموا بقتلهم , فإذا رأى
أحد هؤلاء شخصاً يحمل سلاحاً فإنه يقول له بأن هذا السلاح لا يجوز أن يحمله إلا الرجال
و لا يجرؤ إلا الرجال على استخدامه و من هذه
الأقوال الاستفزازية التي يرمي من ورائها إلى دفع ذلك الشخص إلى استخدام ذلك السلاح
في لحظة انفعالية ضده.
يكون احتمال اٌيقاع بالمجرمين الانفعاليين
الذين يرتكبون جرائمهم في لحظة انفعال أكبر بكثير من احتمال الإيقاع بالمجرمين المحترفين
ذلك أن المجرم المحترف هو مجرمٌ عقلاني يعتمد الأساليب العلمية في التخطيط لجرائمه
و تنفيذها و هو لا يقدم على القيام بأي عملٍ إجرامي في لحظة طيشٍ أو انفعال وذلك بخلاف
المجرم الانفعالي الذي يجد نفسه فجأة متلبساً
بجريمة لم يقم بالتخطيط لها .
تصنيف لندسميث Lundsmith و دنهام Dunham :
صنف
لندسميث و دنهام المجرمين إلى نوعين :
المجرم
الاجتماعي Social
criminal و المجرم الفردي Individual criminal .
المجرم
الاجتماعي هو المجرم الذي يرتكب جريمته بمؤازرة الجماعة التي ينتمي إليها , بمعنى أن
هذا المجرم يشكل نموذجاً يمثل بقية أفراد الجماعة
التي ينتمي إليها.
المجرم
الفردي : هو المجرم الذي يرتكب جرائمه دون أن يتلقى أي مؤازرة من الجماعة التي ينتمي
إليها , أي أن هذا المجرم يشكل حالةً شاذة عن الجماعة التي ينتمي إليها.
الأحداث الجانحين :
صنف
هيويث Hewith و جينكينز Jenkins الأحداث
الجانحين إلى عدة أنماط وهي:
الجانح الاجتماعي – جانح العصبة :
هذا النوع من الأحداث لا يقوم بنشاطاته الإجرامية
ضمن عصبة ينتمي إليها و هو مستعدٌ للقيام بكل ما يمليه عليه انتماؤه لتلك العصبة القيام
به لأنه لا يتخيل الانفصال عن تلك العصبة الجانحة
و أهم شيءٍ في حياة هذا الحدث أن ترضى عنه العصبة التي ينتمي إليها و أن يشعر دائماً
بأنه ينتمي لتلك العصبة و أن تلك العصبة تتقبله
و تنتمي إليه , ومن المهم بالنسبة لهذا الحدث الجانح أن يقلد بقية أفراد تلك العصبة
ليس فقط في التصرفات الإجرامية و إنما كذلك في طريقة الكلام و اللباس و التصرفات –
إن هذا الحدث الجانح رضي عن طيب خاطر بأن يتخلى عن عقله و شخصيته و كيانه ليصبح عبداً
مطيعاً لتلك العصبة , و هذا الجانح يرفض قيم المجتمع بالقدر ذاته الذي يطيع فيه بشكلٍ عبوديٍ أعمى قوانين عصبته .
خطرت لي هنا تسمية " عصبة الأمم " بهذا الاسم ولا شك في
أنها بالفعل تسمية بليغة .
الجانح المنفرد :
بخلاف الجانح الاجتماعي فإن الجانح المنفرد
يتميز بالعزلة و عدم الشعور بالانتماء و عدم الثقة بأحد و شعوره بالضيق عندما يكون مع آخرين و لذلك فإنه يقوم
بأعماله الإجرامية منفرداً و يتميز الجانح المنفرد بالعزلة و الخجل و الانسحاب من الحياة
الاجتماعية.
وقد
أضاف واتنبرج أشكالاً أخرى من الأحداث الجانحين وهي :
الجانح العرضي
: وهو الحدث الذي اشتهر بسمعة طيبة
و لكنه يأتي بسلوكٍ منحرف غير متوقع بدافع تقليد الآخرين أو نتيجة تحدي الآخرين له
أو استفزازهم له.
الجانح العصابي : و هو الجانح الذي يعاني نت صراعات نفسية
تؤدي في النهاية إلى قيامه بسلوكٍ منحرف , أي أن سلوكه المنحرف يشكل تعبيراً عن صراعاته
النفسية.
الشخصية المعادية للمجتمع :
الطبيب الفرنسي بينيل Pinel كان يرى بأنه لا يمكن إدراج
الشخصية المعادية للمجتمع تحت أي نوعٍ من أنواع الاضطرابات العقلية المعروفة , وقد
وصف بينيل حالة الشخص المعادي للمجتمع بأنها حالة
اختلالٍ عقلي بلا تشويش Madness without
confusion حيث
يتمتع المصاب بهذه الحالة بقدراتٍ عقلية اعتيادية غير أن سلوك ذلك الشخص يماثل سلوك المختلين عقلياً .
إن الشخصية المعادية للمجتمع ينطبق عليها
المثل العامي " أسمع كلامك أصدقك أشوف عمايلك أستغرب".
إن الشخص المعادي للمجتمع ليس شخصاً ذهانياً مصاباً بالذهان Psychosis و ليس شخصاً عصابياً مصاباً
بالعصاب neurosis .
وقد
تحدث طبيب الأمراض العقلية الإنكليزي بريتشارد Pritchard
عن وجود الكثير من المختلين الذين لا تنطبق عليهم التوصيفات المرضية
المعروفة في عالم الأمراض النفسية و العقلية , وقد أطلق بريتشارد على هذه الحالة تسمية الجنون الأخلاقي Moral insanity و قد
اتفق لاحقاً على تسمية هذه الحالة بحالة التردي أو الانحطاط السيكوباتي Psychopathic inferiority أو
حالة الاعتلال النفسي الانحطاطي , و يبدو المصاب بهذه الحالة بأنه سليم من الناحية
العقلية غير أن الاختلال يظهر عليه من النواحي الأخلاقية و السلوكية ,
وفي
العام 1891 استخدم كوش Koch مصطلح
التردي السيكوباتي لتوصيف المرضى الذين تظهر
عليهم الأعراض التي تحدث عنها بريتشارد .
وقد
درج الأطباء النفسيين منذ ذلك التاريخ توصيف كل حالة مرضية لا تنطبق عليها التوصيفات
المرضية المعروفة بأنها حالة تردي سيكوباتي
Psychopathic
inferiority
.
كما
درج علماء النفس على تسمية حالة التردي الأخلاقي بسلة المهملات لأن كل حالة لا تنطبق عليها التوصيفات
الذهانية و العصابية المعروفة كانت ترمى في سلة المهملات تلك ليصار إلى توصيفها بأنها
حالةٌ من حالات الانحطاط و التردي السيكوباتي.
Psychosis
الذهان :
مصطلحٌ يستخدمه علم النفس psychiatric term لتوصيف الحالة العقلية للشخص عندما يختل تفكيره
المنطقي , حيث يعاني المصاب بالذهان من الهلاوس hallucinations و الضلالات
delusions مثل الضلالات الزورانية
( الضلالات البارانويدية ) paranoid delusions , وبذلك فإن مريض الذهان لا يتمكن عادةً من مزاولة
حياته الاعتيادية بشكلٍ طبيعي لأنه باختصار شخصٌ يعيش في الضلالات و الأوهام و يفتقد
الاحساس بالواقع loss of contact with reality و يتبدى ذلك من خلال سلوكه
و طريقته في الكلام.
العصاب Neurosis :
مصطلح
العصاب neurosis هو مصطلحٌ نفسي صاغه الطبيب
الاسكتلندي وليم كولن William Cullen في العام 1769
و يشير هذا المصطلح إلى " اضطراب الاحساس و الحركة" “disorders of sense and motion” الناجم عن اعتلال الجهاز العصبي nervous system
.
و اليوم
يشير مصطلح العصاب النفسي psychoneurosis أو الاضطراب العصابي neurotic disorder إلى أي اضطرابٍ عقلي .
الاختلاف بين الذهان و العصاب يتمثل في أن الذهان كما رأينا سابقاً
يفقد المريض القدرة التفكير العقلاني المنطقي لأن مريض الذهان يكون واقعاً تحت تأثير هلاوس و
ضلالات بينما مريض العصاب يبقى محتفظاً بتفكيره
العقلاني المنطقي .
إن الشخص
المرتد أخلاقياً لا يستفيد من الخبرة السابقة ولا يردعه العقاب و لا يشعر بالولاء و
الانتماء لأي جماعة و لا يؤمن بأي قيم و يتميز بانعدام المسئولية , وهؤلاء هم من تبحث عنهم أجهزة الاستخبارات الأجنبية ليكونوا أذرعاً
لها في العالم الثالث .
يشير مصطلح الشخصية المضادة للمجتمع إلى الأشخاص غير المتطبعين
و غير المندمجين مع مجتمعاتهم unsocialized و هؤلاء الأشخاص قد يمثلون
الانتماء إلى جماعات و قيم معينة , ولكنهم عاجزون في الحقيقة عن الانتماء لأية مجموعة
أو قيمة أو مبدأ و هؤلاء الأشخاص عدائيون عديمي
المسئولية عديمي الحس و فاقدين للشعور بالذنب
, وهذه الصفات تمكنهم من القيام بأي فعل مهما كان خسيساً لأنهم أشد خسة من أي فعلٍ
خسيس يمكن أن يأتوا به.
الشخصية غير الناضجة immature personality :
تظهر هذه الحالة على مخطط كهربية الدماغ electroencephalogram EEG على شكل بطئٍ في موجتي ثيتا Theta و دلتا Delta و بخاصة
في المناطق القفوية nuchal و الصدغية temporalis من الدماغ و نجد هذه الحالة
عند المجرمين و الأطفال الذين يعانون من اضطرابات سلوكية حادة.
تشير بعض الأبحاث الوراثية إلى وجود صلة ما
بين الشخصية المعادية للمجتمع و بين الخلل الجيني
XYY وهو الخلل الذي نجده في 13 مولوداً من بين كل عشرة آلاف حالة إلا أن العلاقة
ما بين هذا الخلل الجيني و بين السلوك الإجرامي
لم تثبت بشكلٍ قطعي.
أحياناً تلاحظ موجات دلتا Delta
البطيئة ( ترددها أقل من 8 هرتز في الثانية) لدى الأطفال الذين يعانون
من اضطراباتٍ سلوكية حادة , كما تلاحظ هذه الموجات عند المجرمين .
يرى هير Hare
بأن نشاط موجات دلتا البطيئة التي تلاحظ في المناطق القفوية و الصدغية
التي يظهرها مخطط كهربية الدماغ عند السيكوباتيين
تعكس فشلاً في عمل بعض الآليات الحوفية limbic الكافة , وهو الأمر الذي يؤدي إلى فشل الشخص السيكوباتي في
الامتناع عن السلوك الإجرامي الشائن.
غير أنه لا يمكن الاعتماد بشكل نهائي على
تخطيط الدماغ في هذه الحالات لأن نتائج التخطيط قد تكون أحياناً طبيعية لدى المرضى و قد لا تكون طبيعية
عند الأسوياء .
لقد بينت الدراسات التي اجريت على السيكوباتيين
كذلك بأنهم يتميزون بانعدام الشعور بالذنب
و انعدام القلق وهي الأمور التي تجعلهم دائماً
مستعدين لتكرير أفعالهم الإجرامية و أفعالهم
الشائنة المرة بعد المرة .
إن بلادة حس السيكوباتيين و إحساسهم الدائم
ببلادة حياتهم يجعلهم في حالة بحثٍ دائمة عن شيء يحرك جمود حياتهم و هذا الشيء الذي
يبحثون عنه غالباً ما يكون نشاطاً إجرامياً شائناً.
وضع كليكلي Cleckly سمات الشخص السيكوباتي المعادي
للمجتمع و من صفات ذلك الشخص :
التفلت و الانحلال الأخلاقي و الجنسي.
الكذب .
عدم الثبات (شخصية راقصة ) .
انعدام الضمير و انعدام الشعور بالذنب.
انعدام الحياء.
النرجسية .
غياب القلق العصابي و المظاهر العصابية الأخرى .
غياب المظاهر الذهانية مثل الانفصال عن الواقع
و الانغماس في الهلاوس و الهذاءات , ذلك أن الشخصية المعادية للمجتمع شخصية واقعية
, بل إنها واقعية أكثر من اللازم.
انعدام العلاقة بين ما يقوله أصحاب هذه الشخصية
و بين ما يشعرون به و ما يفكرون به بشكلٍ حقيقي و هذا ما دعاه كليكلي
بالعته الدلالي Semantic dementia أو خرف دلالة الرموز و هذه الحالة قد أصبحت حالةً عامة
في عالم السياسة و الإعلام .
العته الدلالي أو خرف دلالة الرموز Semantic dementia (SD):
هو اضطرابٌ تنكسي عصبي neurodegenerative يتسم
المصاب به بطلاقة اللسان و الثرثرة بكلامٍ خالي من المعنى و يعتبر الاضطراب التنكسي
العصبي إحدى المتلازمات الثلاث المرتبطة بتنكس
الفص الجبهي الصدغي frontotemporal lobar .
غياب القلق العصابي و المظاهر العصابية الأخرى و
غياب المظاهر الذهانية مثل الانفصال عن الواقع
و الانغماس في الهلاوس و الهذاءات , ذلك أن الشخصية المعادية للمجتمع شخصية واقعية
, بل إنها واقعية أكثر من اللازم تعنيان بأن المصاب بهذه الحالة لا يعاني من العصاب
مع ما يرافقه من قلقٍ عصابي , كما أنه لا يعاني من الذهان و ما يرافقه من هلاوس و ضلالات
و انعدامٍ للتفكير المنطقي.
وصف
ماكورد McCord الشخصية السيكوباتية المعادية
للمجتمع في العام 1964 على أنها شخصية عدوانية عديمة الحياء و الخجل و تفتقد الشعور بالذنب
.
كما يتسم الشخص السيكوباتي بضميرٍ مختل Defective superego أو اختلال الأنا الأعلى إنه يكذب و يسرق و يقطع عهوداً لا يفي بها دون أدنى
شعورٍ بالخجل أو تأنيب الضمير.
و الأهم من كل ذلك أن الشخص السيكوباتي لا
يرى نفسه كما يراه الأخرين , أحياناً ينتمي أحدهم إلى عائلة سيئة السمعة ومع ذلك تراه
مزهواً بعائلته و مفاخراً بها و كأنه غير عالم
بنظرة الازدراء التي ينظر بها المجتمع إلى تلك العائلة.
من الصفات التي تميز الشخص السيكوباتي المعادي
للمجتمع عجزه عن محبة الآخرين و الإخلاص لهم
, إنه يعيش حياةً اجتماعية طبيعية فلديه أصدقاء و معارف يعرف كيف يستغلهم و
يستفيد منهم و يعرف كيف يلعب معهم دور الصديق المخلص , و لكنهم في الحقيقة لا يعنون
له في الحقيقة أي شيء باستثناء أنهم طريقة تمكنه من الوصول إلى ما يريده , وفي الحقيقة
فإن هذا الشخص مستعدٌ لخيانتهم و بيعهم عند أول فرصة , وهؤلاء الأصدقاء الذين ينافق
لهم و يظهر تعاطفه معهم و يذرف دموعه التمساحية على مآسيهم و يظهر سعادته البريئة بأفراحهم
, فإنه في الحقيقة يلعنهم في قرارة نفسه لأنه
مضطرٌ لتمثيل دور الصديق و المحب المنتمي نحو أشخاص لا يعنون له في الحقيقة شيئاً.
استخدمت في الماضي الاختبارات الاسقاطية projective test لكشف الشخصيات السيكوباتية
المعادية للمجتمع حيث يظهر الشخص السيكوباتي كشخصٍ متفلت قليل الحياء أناني و عدائي
و عديم الشعور بالذنب و عديم الحس إلى درجة البلادة و عديم الإحساس بالقلق , كما أنه
يعاني أو لنقل بأن الأشخاص المحيطين به يعانون من إصابته بالعته الأخلاقي moral imbecility.
التمييز بين الشخصية السيكوباتية و بين المريض
المصاب بالعصاب neurosis:
يعاني مريض العصاب من القلق و الشعور بالذنب و كثيراً ما يميل لمعاقبة
نفسه نتيجة شعوره بالذنب , بينما الشخص السيكوباتي المعادي للمجتمع فإنه على نقيض ذلك
تماماً فهو لا يشعر أبداً بالقلق , كما أنه
معدوم الضمير ولا يشعر أبداً بالذنب مهما فعل من موبقات و جرائم و بالتالي فإنه لا يفكر أبداً في معاقبة نفسه.
إن صراعات الشخص العصابي هي صراعاتٌ داخلية
يعيشها مع نفسه , بينما الشخص السيكوباتي المعادي للمجتمع فإنه يكون منشغلاً بعداوته
للآخرين و الصراع معهم و خصوصاً أنه يعتبر جميع الناس أعداء مستباحين , حتى أولئك الذين
لطالما أحسنوا إليه و مدوا له يد العون .
إدراك الزمن :
من الملاحظ بأن الشهود في القضايا القانونية
غالباً ما يبالغون في تقدير الفترة الزمنية التي استغرقتها الجريمة و عليه فلا يجب
أن تطعن في شهادة الشاهد إذا بالغ في تقدير زمن الجريمة لأنه الشاهد أو المجني عليه
يشعر فعلياً بأن الجريمة التي رآها أو التي وقعت عليه قد استغرقت مدةً طويلةً من الزمن
و ذلك بسبب بشاعة التجربة .
الجريمة كتجربة فريدة :
حتى تنطبع التجربة أو المعلومة بشكلٍ جيدٍ
في الدماغ فإن الأمر يستدعي تكرار تلك المعلومة أي تكرار رؤيتها أو تكرار سماعها ,
وهو الأمر الذي لا يكون ميسراً في حال الجريمة , هذا من جهة و من جهةٍ أخرى فإن الشاهد
أو المجني عليه عندما تقع الجريمة غالباً ما يكون في حالة ذهولٍ تمنعه من التركيز على
مجريات الجريمة و خصوصاً أن الجريمة تقع بشكلٍ مفاجئ و غير متوقع , كما أن المجرم غالباً
ما يتخذ الاحتياطات التي تحول دون اكتشاف شخصيته.
يركز كل شاهد على الأشياء الأكثر أهمية من
وجهة نظره , و غالباً ما يركز الأشخاص أثناء تعرفهم على الوجود على الجزء العلوي من
الوجه أي الشعر و العينين و الأنف أكثر مما يركزون على الجزء السفلي من الوجه .
هنالك أشخاص تافهون يتذكرون الأشياء السخيفة
و لكنهم ينسون الأحداث العظيمة و هنالك أشخاص يتذكرون الأحداث العظيمة و الهامة و لكنهم
ينسون الأحداث الصغيرة التافهة , و هنالك خطأٌ يقع في القضاة عندما يتصورون بأن من
يتذكر الأشياء التافهة بدقة مذهلة لا تغيب عنه الأحداث العظيمة , وهذا خطأٌ كبيرٌٍ
جداً , فكثيرٌ من التافهون ممن يتذكرون أدق التفاصيل يعجزون عن تذكر الأحداث العظيمة
لأنها و ببساطة شديدة لا تعني لهم شيئاً .
يقوم المحامون دائماً بتوجيه أسئلة مربكة
للشاهد و يحاولون بأسئلتهم تلك زعزعة ثقة الشاهد بنفسه و زعزعة ثقة المحكمة بشهادته
و ذلك بالتركيز مثلاً على تسلسل وقوع الأحداث
أو التدقيق على أية تفاصيل تجعل الشاهد يتراجع أو يغير أقواله السابقة و التكتيك الذي
يتبعه المحامون دائماً يتمثل في الطعن في بعض التفاصيل الصغيرة الغير هامة في أقول
الشاهد بهدف الطعن في شهادة الشاهد ككل و إظهارها بأنها شهادةٌُ متناقضة .
العلاج بالصدمات الكهربائية electrical shock:
الهدف من الصدمات الكهربائية يتمثل في تنظيم
إيقاع الدماغ و تعتبر الصدمات الكهربائية من أنجح وسائل علاج السوداوية و الاكتئاب
الشديد المرافق للفصام حيث يمكن أن تصل نسبة نجاح هذا العلاج إلى 90% .
و تستخدم الصدمات الكهربائية في علاج حالات الهستيريا التحولية conversion hysteria كالعمى
الهستيري و الشلل الهستيري و ما شابه ذلك .
كما تستخدم الصدمات الكهربائية في العلاج
السلوكي الذي يعرف بالتشريط التكريهي aversive condetioning و عند استخدام هذه الطريقة
في العلاج يتم عرض المؤثر المثير للمريض و بصحب ذلك الأمر تمرير صدمة كهربائية فعند علاج الرجال المثليين على سبيل المثال تعرض
عليهم صور رجال مصحوبة بصدماتٍ كهربائية إلى أن يحدث ارتباطٌ شرطيٌ في أذهانهم ما بين
صور الرجال و بين التعرض للصدمات الكهربائية وهو الأمر الذي يمكن أن يؤدي لكراهيتهم
لصور الرجال .
المتغير
المستقل Independent variable :
وهو
العامل المتغير الذي نريد معرفة تأثيره على
متغيرٍ آخر وهو " المتغير التابع" Dependent variable
.
"
المتغير التابع" Dependent variable : و هو المتغير الذي يراد
دراسة تأثره بالمتغير المستقل.
المتغيرات الدخيلة Extraneous variables :
المتغيرات
الدخيلة هي متغيراتٌ غير المتغير المستقل يمكن
لها أن تؤثر على سلوك الفرد موضوع الدراسة
.
قام كلٌ
من كلوارد Cloward و أوهلن
Ohlin بصياغة نظرية
الفرصة الفرقية في العام 1960 , و قد رأى هذين الباحثين بأن ظروفاً
موضوعية تحول بين أبناء الطبقة الفقيرة و بين تحقيق طموحاتهم بالطرق المشروعة ( من تلك الظروف
الموضوعية انعدام النزاهة و الشفافية في تصحيح الأوراق الامتحانية في الامتحانات
العامة و الجامعات ) وهو الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى الإحباط , وهذا الإحباط
يشكل أحد العوامل الممهدة لارتكاب الجريمة و السلوك غير الشريف.
غير أن
هذه النظرية لا تفسر الجريمة التي يقدم الأثرياء على القيام بها .
أثر التفكك الاجتماعي في حدوث الجريمة Social
disorganization:
رأى
شو Show بأن مناطق التفكك الاجتماعي تمثل بؤراً
للجريمة فالمجتمع المفكك يتميز بضعف رقابته على أعضاءه و ضعف مقدرته على مكافئة
المحسنين و معاقبة من لا يلتزمون بالمعايير الاجتماعية , ولذلك ينتشر في المجتمعات
المفككة الطلاق و البغاء و إدمان الخمور و المخدرات .
أثر الصراع الثقافي
Cultural conflict في حدوث الجريمة :
المعني بالصراع
الثقافي هو صراع العادات و التقاليد و منظومة الأخلاق المتباينة بين ثقافتين
متباينتين لا يجمع بينهما أي جامع قدر عليهما أن يتعايشا في قطاعٍ جغرافيٍ واحد ,
كما هو الحال في صدام الحضارات بين أبناء البلاد الأوروبية و بين المهاجرين الآتين
من الشرق مثلاً , وكذلك الصراع بين مجتمع الأكثرية و بين الأقليات التي تمتلك
قيماً و عاداتٍ متباينة عن قيم و عادات الأكثرية مما يجعل أبنائها يعيشون دائماً
في غربة ثقافية ذلك أن ما يعتبرونه أمراً طبيعياً مشروعاً قد يكون أمراً شائناً و
مداناً بمفهوم الأكثرية .
التفكير الإجرامي :
يرى يوشيلسون Yochelson و
سامينو Samenow بأن المجرم يتميز بطريقة
خاصة في التفكير و بالرغم من أن طريقة المجرم في التفكير هي طريقة خاطئة و تستند
إلى أسس غير منطقية و غير أخلاقية فإنها
تبدو بالنسبة له منطقيةً و مثالية , وهذا يعني بأن المجرم يرى العالم
المحيط به بطريقة مختلفة عن الطريقة التي يرى فيها الشخص السوي العالم.
و يرى هذين الباحثين
بأن المجرم يتميز بأنه كاذبٌ محترف , كما أنه يتميز بمقدرة عالية على فصل الحقيقة
عن الوهم , و هو يستخدم الكلمات أو
الأكاذيب كأوهام يضلل بها الآخرين و يرضيهم
, أي أنه لا يستخدم اللغة لتوصيف الواقع بل إنه يستخدمها كوسيلة من وسائل
التضليل و الخداع .
الشخصية المعادية للمجتمع Anti-social
nature عند المجرم :
يتسم المجرمين بعدم
الانتماء لقيم المجتمع و عدم اعترافهم بتلك القيم , كما يتميزون بأنهم أشخاص يعادون
المجتمع الذي يعيشون فيه .
لقد فسر
فرويد السلوك الإجرامي على أنه يمثل حاجة المجرم و رغبته في العقاب نتيجة مشاعر
الذنب التي يعاني منها , على أمل أن يساعده تعرضه للعقاب على التخلص من مشاعر
الذنب تلك .
و قد قدم تلامذة فرويد
تفسيراً للسلوك الإجرامي باعتباره
آلية نفسية دفاعية , بمعنى أن السلوك الإجرامي يشبه الآليات الدفاعية
العصابية , غير أن الاختلاف بين الآليات الدفاعية العصابية و بين الجريمة يتمثل في
أن الآليات الدفاعية العصابية تكون متوجهةً نحو داخل الشخص , بينما يكون السلوك
الإجرامي متجهاً نحو العالم الخارجي.
فسر هانس إيزينك
السلوك الإجرامي تفسيره للسلوك الإجرامي في ضوء نظرته لأبعاد الشخصية
الإنسانية و هذه الأبعاد تتألف من ثنائيات
:
الانبساط- الانطوائية
العصابية –
الاتزان الوجداني
الذهانية-الواقعية
و قد كان هانس إيزنيك يرى بأن هذه الأبعاد منفصلة عن
بعضها البعض , فإذا مثلنا ثنائيتي الانبساط- الانطوائية و العصابية- الاتزان الوجداني بمحورين
متعامدين كان السلوك الإجرامي أو كانت شخصية المجرم تقع ما بين محوري الانبساط
و العصابية , و كانت شخصية المجرم بعيدةً عن محاور الانطواء و الاتزان الوجداني , ذلك أن الأشخاص الانطوائيين عندما
يعتلون نفسياً فإنهم يصابون بالرهاب و عصاب القلق و الوساوس , بينما نجد
بأن الأشخاص الانبساطيون عندما يعتلون
نفسياً فإنهم يكونون عرضةً للإصابة بالهستيريا
و السيكوباتية psychopathy
.
الاعتلال النفسي (السيكوباثية psychopathy( : اضطرابٌ عقلي mental disorder يتميز بالأنانية المفرطة egocentric و النشاطات المعادية
للمجتمع antisocial و لذلك
تدعى هذه الحالة باضطراب الشخصية المعادي للمجتمعAntisocial personality disorder .
و لهذا السبب فإن
إيزينك يرى بأن المجرمين أو الأشخاص المعتلين نفسياً و اجتماعياً يتميزون بانبساط و عصابية مرتفعين بينما يتميزون بعاملي انطوائية و اتزانٍ وجداني
منخفضين.
كما أن إيزينك يرى بأن المجرمين يتميزون بمقدرة ضعيفة جداً
على تكوين الارتباطات الشرطية , و هذه المقدرة المتدنية على تكوين الارتباطات
الشرطية تجعل من الصعب عليهم التكيف مع القيم الاجتماعية و تبنيها .
يعاب على نظرية إيزينك أنها لم تركز إلا على المجرمين ذوي
الشخصية المعادية للمجتمع أي المجرمين
السيكوباتيين المعتلين نفسياً .
تقسم النظريات النفسية-الاجتماعية المفسرة للسلوك
الإجرامي إلى نظريات ضبط control theories و
نظريات تعلم Learning theories .
نظريات الضبط control theories :
تفترض
نظريات الضبط بأن الميل و الدافع نحو
الانحراف و السلوك الإجرامي موجودٌ لدى جميع البشر و أنه في حال الإخفاق في ضبط
ذلك الميل أو ذلك الدافع فإن سلوك الفرد يصبح سلوكاً إجرامياً .
يرى
هيراشي Hiraschi بأن الضبط يقوم على أربع متغيرات تربط الفرد
بالمجتمع , وهذه المتغيرات هي :
الارتكاز و الارتباط Attachment .
التعهد و
الالتزام commitment.
الاكتناف
( اكتناف المجتمع للفرد) Involvement .
الاعتقاد
و الإيمان Belief .
و وفقاً
لهيراشي فإن هذه المتغيرات التي تربط الفرد بالمجتمع و خصوصاً المراهقين و الشباب هي التي تمنع تفشي الجريمة
في المجتمع .
نظرية الاحتواء Containment
theory ( الضبط الاجتماعي):
ترى هذه النظرية أهمية الضبط الاجتماعي
في منع حدوث الجريمة و منع السلوك الإجرامي من خلال مقدرة المجتمع على معاقبة
الأفراد المسيئين و مكافئة الأفراد الملتزمين بالقيم الاجتماعية , و عندما تضعف
مقدرة المجتمع على القيام بذلك الأمر لا يتبقى إلا الضبط الداخلي أو الاحتواء
الداخلي ممثلاً في رقابة الأنا الأعلى .
إن عدم الانزلاق إلى الجريمة يستدعي توفر
القدرة على تحمل ظروف الإحباط و القهر دون
أن يسمح لتلك الظروف بأن تنتصر عليه و ذلك بأن تحيله إلى مدمن خمور أو مخدرات أو
شخص منحرف .
نظريات التعلم Learning theories :
تتعلق
نظريات التعلم بالآليات التي يتعلم فيها الفرد ممارسة السلوك الإجرامي .
Differential
association theory نظرية الارتباط الفرقي :
قام
بتطوير هذه النظرية إيدوين سوثيرلاند Edwin Sutherland و
تقول هذه النظرية بأن الفرد من خلال تفاعله مع الآخرين يتعلم السلوك الإجرامي .
إن
نظرية سوثيرلاند هي نظرية تفسر الانحراف
على أسس تفاعلية أي أنها تفسر الانحراف
بأنه نتيجة تفاعل الفرد مع الآخرين , وهذه النظرية تركز على الكيفية التي يصبح بها
الفرد مجرماً و ليس على السبب أو الأسباب التي تجعل منه مجرماً , أي أنها تركز على نقطة كيف أصبح ذلك الشخص مجرماً و ليبس على نقطة لماذا
أصبح ذلك الشخص مجرماً .
إن هذه
النظرية تقول بأنه من الأسهل على المجرم أن يرتكب الجريمة من أن لا يرتكب الجريمة
.
دعيت هذه النظرية بنظرية الارتباط
الفرقي لأنها ترى بأن المحصلة النهائية
لسلوك الفرد تنتج عن محصلة الفرق بين الرسائل السلبية التي يتلقاها من الآخرين
المقربين منه و التي تحضه على ارتكاب الجريمة أو القيام بأفعال منحرفة شائنة و بين الرسائل الإيجابية التي يتلقاها من
الآخرين المقربين منه و التي تحضه على السلوك الشريف.
و قد رأى سوثيرلاند بأن الفرق بين المجرم و غير
المجرم ليس في طبيعة كلٍ منهما و إنما في
طبيعة المجتمع المحيط بكلٍ منهما , فإذا كان محاطاً بمجتمعٍ ينظر باحترام و تقدير
إلى السرقة و تقاضي الرشاوى فإن ذلك الشخص ينحرف , وفي الحقيقة فقد مرت علي
مجتمعات تصف المرتشي و اللص بل و الديوث القواد بأنه " قبضاي" و مر علي شخص كان يصف ابن أخيه الشاب
بأنه " قبضاي" بالرغم من أن ابن أخيه كان يغتصب ابنته و ابنه.
المجرم معتاد الإجرام :
المجرم
معتاد الإجرام هو المجرم العصابي الذي يرتكب جرائمه في ظل ظروفٍ عصابية تتسم
بالطابع القهري compulsive .
حدد بولبي Bowlby ثلاثة عوامل حاسمة تؤثر على صحة الطفل النفسية
و العقلية وخصوصاً في أعوامه الثلاثة
الأولى و تتسبب في تكون الشخصية المعادية للمجتمع و هي :
ابتعاد الأم عن الطفل
أو غيابها التام خلال السنوات الثلاث الأولى من حياته.
غياب الأم المفاجئ عن
حياة الطفل لمدة تزيد عن ثلاثة أشهرٍ متواصلة .
تغير صورة الأم خلال
الأعوام الثلاثة الأولى من حياة الطفل.
تعرض معظم
السيكوباتيين لتجربة فقدان أحد الوالدين , كما أن معظم السيكوباتيين قد نشأوا في
عائلاتٍ مفككة , أو أنهم عانوا من طلاق أو
انفصال الوالدين , معظم السيكوباتيين كانوا أبناءً لآباء سيكوباتيين أو مدمنين .
التشخيص التفريقي Differential
diagnosis للشخصية
السيكوباتية المعادية للمجتمع:
تشبه بعض حالات
الذهان كالفصام (الشيزوفرينيا) schizophrenia و
الهوس manic من
حيث سلوكها المعادي للمجتمع و بذلك فإنه تشبه من هذه الناحية الشخصية
السيكوباتية , كما أن هذين المرضين
يتميزان بفقدان الاتصال مع الواقع وهو الأمر الذي يؤدي إلى اضطراب عملية التفكير .
و تظهر على مريض
الفصام العدائية بينما يظهر التهرب من المسئولية على مريض الهوس .
نظرة الكراهية إلى رجل الأمن :
إحدى الحوادث التي
تبين نظرة الكراهية العامة التي ينظر بها الناس نحو رجال الشرطة حادثة وقعت في
ولاية دالاس الأمريكية حيث قام شخصٌ مختلٌ عقلياً بالاستيلاء على سلاح أحد رجال الشرطة و قام بتهديده بالسلاح وهو لا يعلم ما ينوي
القيام به بعد ذلك غير أن جمهوراً من المتفرجين تجمهروا حول مكان الحادث و أخذوا يشجعون ذلك المعتوه و
يصرخون " اقتله , اقتله " وقد استجاب ذلك الشخص لنداء الجماهير بأن أطلق
عيارين ناريين على رجل الشرطة أردياه قتيلاً , فإذا كانت هذه نظرة الجمهور للشرطي
في دولة متقدمة مثل الولايات المتحدة فيها
شيء يعرف بالحق المدني و حق المواطنة و
حرية التعبير , فكيف هو الأمر إذاً في دول
العالم الثالث حيث لا ينظر إلى الشرطي إلا كشخصٌ طفيلي لا فائدة منه يغض نظره عن
المجرمين الحقيقيين و يتعامل معهم بينما يلاحق الأبرياء يبتزهم و يرغمهم على دفع
الرشاوى و يلصق بهم التهم .
المحامين :
في فترة آواخر
الثمانينات و بدايات التسعينات كان يوجد في الولايات المتحدة 800 ألف محامي
, أي ما يعادل محامي واحد لكل 300 مواطن أمريكي , و المدهش
أن ثلثي عدد المحامين في العالم موجودين
في الولايات المتحدة مع أن نسبة سكان الولايات المتحدة لا تتجاوز 6% من سكان العالم .
في إحدى
الدراسات الاحصائية التي أجريت في
الولايات المتحدة وجه إلى الجمهور سؤال واحد وهو : ماهي المهنة التي يتميز
العاملين فيها بأنهم الأكثر انحطاطاً من الناحية الأخلاقية ؟
و كانت إجابة هذا
السؤال في أن مهنة المحاماة هي التي احتلت
المركز الأول من حيث المهن الأقل أخلاقيةً .
إن من صلب عمل
المحامين الدفاع عن المجرمين و محاولة تبرئتهم و تلقينهم بالكلمات و العبارات و
الأجوبة التي تمكنهم من النجاة من العقاب , كما أنه من صلب عمل المحامين الطعن في شهادة الشهود العدول و محاولة
إظهار الشاهد بأنه يقول أشياء متناقضة , و حتى في أقذر الجرائم عندما يكون الضحية
طفلاً صغيراً أو طفلةً صغيرة تعرضت للاغتصاب و عندما يكون المتهم مجرماً له تاريخٌ حافل في الإجرام و اغتصاب
الأطفال و حتى عندما يعلم المحامي تمام
العلم بأن موكله مجرم فإنه لا يتوانى عن محاولة تبرئته عن طريق إظهار الطفل الضحية
بأنه يقول أشياء متناقضة و غير منطقية .
إن القانون الذي
يعاقب من يتستر على الجرائم و يعاقب من يحاول مساعدة المجرمين على الإفلات من
العقاب لا يطبق و للأسف الشديد على أكثر من يقوم بهذا الأمر وهم المحامين...
أحد المحامين كان
يقول لموكله : لا تكذب لأنك لا تعرف كيف تكذب , إنك دائماً تتفوه بأكاذيب غبية مكشوفة
, عليك أن تقول لي ما الذي حدث بصدق و بعد ذلك اترك مهمة الكذب علي لأنني أعرف كيف
أكذب بذكاء كذباتٍ قانونية مدروسة .
وسائل التحقيق الجنائي:
جهاز تحليل صوت الشخص
الواقع تحت الشدة voice
stress analyzer :
يقوم هذا الجهاز
بتسجيل و تحليل صوت المتهم عندما يكون في حالة استرخاء و يقوم بعد ذلك بتسجيل صوت
المتهم عندما يتم توجيه الاتهامات إليه و يقوم بتحليل ذلك الصوت ومن ثم يقوم
بمقارنة صوت المتهم في هاتين الحالتين .
استخدام التنويم المغناطيسي Hypnosis في عمليات التحقيق الجنائي:
معظم الناس لديهم
قابليةً للتنويم المغناطيسي و هنالك نسبة
هي بحدود 10%
يتميزون بأن عملية تنويمهم مغناطيسياً هي عمليةٌ شديدة السهولة , و
بالمقابل فإن هنالك نسبة مماثلة تقريباً من البشر غير القابلين للتنويم
المغناطيسي.
خلال فترة الثمانينات
كانت هنالك 13 ولاية أمريكية تبيح استخدام طرق التنويم
كوسيلة من وسائل تنشيط الذاكرة.
اختبارات قياس قابلية الشخص للتنويم المغناطيسي :
يهدف هذا الاختبار
إلى اكتشاف ما إذا كان الشخص قابلاً للتنويم المغناطيسي أم أنه ليس كذلك .
يطلب من الشخص أن يمد يده إلى الأمام ثم يقول المنوم لذلك الشخص بأن ذراعه قد أصبحت
ثقيلة , فإذا سحب ذلك الشخص ذراعه بتأثير ذلك الإيحاء لأنه قد شعر فعلياً بأن
ذراعه قد أصبحت ثقيلة فهذا يعني بأن هذا الشخص قابلٌ للتنويم المغناطيسي , أما في
حال لم تصدر ردة فعلٍ من ذلك الشخص فإن هذا يعني بأنه غير قابلٍ للتنويم
المغناطيسي.
التشخيص التفريقي هو
تمييز مرضٍ ما عن الأمراض الأخرى التي تشبهه أعراضها أعراض ذلك المرض.
projective test اختبار اسقاطي :
الاختبار الاسقاطي في
علم النفس هو اختبارٌ شخصي يسمح للمريض بالاستجابة إلى منبهاتٍ غامضة و ذلك ليكشف عن وجود أية مشاعر غامضة أو
صراعاتٍ نفسية داخل المريض .
و تطلق تسمية
" الاختبارات الاسقاطية" projective
على أية اختباراتٍ تهدف إلى الحصول على معلوماتٍ عن شخصية شخصٍ ما وذلك بالاعتماد على استجابة ذلك الشخص العفوية غير
المنضبطة لمؤثرات أو مواقف مبهمة .
تتعلق الشهادة
العدلية بعاملي صدق الشاهد و مقدرته على تذكر و رواية ما رآه أو سمعه بشكلٍ فعلي دون زيادةٍ أو نقصان
, هذا و إن عملية التذكر تتألف من ثلاثة مراحل وهي :
الاكتساب Acquisition : أي
إدخال المعلومة إلى الذاكرة .
الاحتفاظ بالمعلومة Retention .
استرجاع المعلومة Retrival .
الاضرابات العصابية :
أعراض الاصابة بالعصاب :
معاناة المريض من
الصراعات النفسية الداخلية.
القلق - الكآبة – السوداوية – الخوف – المعاناة من
الوساوس و الأفعال القهرية .
الحساسية المفرطة .
الاضطرابات التحولية
و الانشقاقية (الهستيريا ).
القلق الرهابي و
الرهاب الاجتماعي
و بالرغم من معاناة مريض العصاب من كل هذه الصراعات النفسية و معاناته من
الكآبة و الخوف و القلق و الوساوس فإن العصاب لا يؤثر على القدرات العقلية للمريض
, فهو يستمر في مزاولة حياته بشكلٍ طبيعي بالرغم من كل ما يعانيه , و على الأغلب
فإن مريض العصاب يتحمل كل ما يعانيه بصبر و يحاول قدر الإمكان أن يظهر بمظهر الشخص
الطبيعي.
وفي هذه الحالة تسيطر
على المريض رغبة قهرية في القيام بفعلٍ ما غالباً ما يكون فعلاً انتحارياً أو
إجرامياً أو مشيناً .
الهستيريا :
تتميز الشخصية الهستيرية بعدم النضج الانفعالي , كما تتميز
كذلك بقابليتها للإيحاء .
من الأعراض السريرية (الإكلينيكية) التي تظهر على مريض
الهستيريا الاضطرابات التحولية conversion disorder و تعني تحول الصراع النفسي و القلق الذي يعانيه
مريض الهستيريا إلى مرضٍ عضوي كالشلل أو العمى الهستيري أو فقدان القدرة على الكلام .
و من الأعراض التي تظهر على مريض الهستيريا كذلك ما يدعى بالاضطرابات التفارقية
dissociative disorders أو الاضطرابات الانشقاقية , وقد دعيت هذه
الحالة بهذا الاسم لأن شخصية المريض المصاب بهذه الحالة تنشق إلى عدة شخصيات و قد
يصاب المريض بفقدان الذاكرة و يحدث ذلك كردة فعل تجاه مواقف تعرض لها المريض تفوق
مقدرته على التحمل , و يمكن أن تصدر عن تلك الشخصيات الجديدة تصرفات إجرامية لا
تفسير لها , و من الممكن أن يعاني المصاب من شرود هستيري
hysterical fugue وفي هذه الحالة يبدو المريض و كأن هنالك قوىً
خفية تدفعه للقيام بأفعال قد تكون ذات طبيعة إجرامية يأتي بها المريض خلال شروده
الهستيري أو تجواله الليلي .
و قد يعاني مريض الهستيريا من تعدد الشخصية multiple personality : يتميز المصاب بهذه
الحالة بأنه يمتلك عدة شخصيات منفصلة عن بعضها البعض ولا تعرف كل من تلك الشخصيات ما
تقوم به الشخصية أو الشخصيات الأخرى و عند تفعيل إحدى تلك الشخصيات فإن الشخصيات
الأخرى تتنحى جانباً و تقوم تلك الشخصية السائدة بقيادة ذلك الشخص بشكلٍ تام و
عندما تتنحى تلك الشخصية تستلم قيادة الشخص شخصية أخرى لا تعلم ما قامت به الشخصية
السابقة من تصرفات .
يؤدي التعرض لاعتداءٍ جنسي و بشكل خاص عن طريق الشرج إلى
تشكل الشخصيات المتعددة , كما أن التعرض للتجارب القاسية تؤدي إلى إحداث هذه
الحالة , و بالنسبة للمراقب الخارجي فقد يعتقد بأن هذا التحول الجذري في تصرفات
الشخص و طريقة معاملته الآخرين هو شكلٌ من أشكال النفاق , و لكن الحقيقة أن ذلك
الشخص هو عدة أشخاص يصدر عن كلٍ منهم تصرفات متناقضة مع تصرفات الآخر ( لمعرفة
المزيد راجع بحث السيطرة على الدماغ أو
التحكم بالدماغ) .
Conversion disorder الاضطراب التحولي : عصابٌ
نفسي psychoneurosis يتميز بظهور أعراضٍ جسدية كالشلل مثلاً دون أن يكون هنالك أساسٌ عضوي لتلك
الإصابة و تدعى هذه الحالة كذلك بالهستيريا التحولية conversion
hysteria و أحياناً تدعى هذه
الحالة كذلك بردة الفعل التحولية conversion reaction
.
الاضطراب التحولي conversion
reaction - ردة الفعل التحولية conversion reaction – الهستيريا التحولية conversion hysteria : عبارة عن اضطرابٍ عقلي تتظاهر فيه الصراعات
النفسية على شكل مرضٍ جسدي ليس له سببٌ عضوي واضح.
التفارق Dissociation
: حالةٌ نفسية تنعزل فيها أفكارٌ أو
أحاسيس أو عواطف أو ذكريات معينة في مكانٍ منعزلٍ
في الدماغ , و تحدث هذه الحالة على سبيل المثال عند الاستغراق في قراءة
كتاب أو مشاهدة فلمٍ سينمائي .
الاضطراب التفارقي dissociative
disorders : حالة حادة من التفارق .
الذهان psychosis
الجنون هو الاسم الشائع
للذهان و الفصام .
الأعراض التي تظهر على مريض الذهان (المذهون) :
مريض الذهان يعتقد بأنه في كامل قواه العقلية و يعتقد بأنه
لا يعاني من أي اضطرابٍ عقلي.
يعاني المذهون من اضطراب التفكير و الإدراك.
يعاني المذهون من الهلاوس و الضلالات delusion.
يعاني المذهون من الانفصال عن الواقع.
ينقسم الذهان إلى قسمين هما الذهان الوظيفي functional
psychosis و الذهان العضوي organic psychosis.
الذهان الوظيفي functional
psychosis : يعتبر الفصام أو
(الشيزوفرينيا) schizophrenia من أهم أشكال الفصام الوظيفي و يعاني مريض
الفصام أو الشيزوفرينيا من امتزاج الواقع مع الخيال , كما يعاني من التبلد الانفعالي و تبلد الحس و التجمد
الانفعالي , كما يعاني من اضطراب الارادة وهو ما يؤدي إلى عدم مقدرة مريض
الشيزوفرينيا على اتخاذ أي قرار و لذلك فإنه يصبح شخصاً إمعة قابلاً للانقياد .
و يمكن أن يعاني مريض الشيزوفرينيا من الاضطرابات الجمودية
(الكتاتونية ) catatonic
و تتمثل في اضطراب القدرة الحركية عند المريض.
و كذلك فإن مريض الفصام أو الشيزوفرينيا يؤمن إيماناً
راسخاً بأوهام و ضلالات على أنها حقائق مثل توهمه بأن هنالك من يضطهده أو إصابته
بجنون العظمة أو اعتقاده بأنه يعاني من أمراض أو إعاقات معينة.
قد يعاني مريض الفصام من اضطراباتٍ في السلوك الجنسي يظهر
على شكل استعرائية و محاولات للاعتداء الجنسي و خصوصاً على المحارم بالإضافة إلى
قيام المريض بالخوض في أحاديث جنسية بلا
حياء و في مواقف غير مناسبة.
الضلال Delusion
: عبارة عن معتقداتٍ خاطئة يتمسك بها الفرد بالرغم من أن كل الأدلة تؤكد بأن هذه
المعتقدات ساقطة و باطلة .
كان هنالك شيءٌ ما يضعونه فوق عيني البغل الذي يجر العربات
بحيث لا يتمكن من النظر إلا إلى الأمام حتى يسير وفق إرادة صاحبه , وهذه حال من
يتمسك بالمعتقدات الساقطة الباطلة دون أن يعمل عقله فيها .
و غالباً ما تنتج هذه المعتقدات الباطلة عن خداع وسائل
الإعلام و القنوات الإخبارية بشكلٍ خاص و الكتاب و الصحفيين المأجورين ( و ما
أكثرهم) أو خداع رجال الدين و يمكن أن تنتج هذه المعتقدات الباطلة عن خداع المجتمع
المنافق أو حتى خداع الأهل لأبنائهم .
إن القنوات الإخبارية
هذه التي يشاهدها العوام يشرف عليها علماء نفسٍ كبار لا يهمهم الخبر بقدر ما يهمهم
طريقة صياغة الخبر و وقع ذلك الخبر و
تأثيره على المتفرج و علماء النفس أولئك يشنون حرباً نفسيةً هوجاء على ذلك المتفرج
المسكين و يقومون ببرمجة دماغه دون أن يدرك ذلك المسكين ما يفعل به.
الجماد Catatonia : حالة طبية و نفسية شديدة الحدة تتميز
بالذهول الجمادي catatonic
stupor و تتميز
هذه الحالة بغياب عام للنشاط الحركي motor activity , أما
حالة الإثارة الجمادية catatonic excitement فتتميز
بالعنف و السلوك المفرط النشاط hyperactive behavior دون
أن يكون لذلك النشاط أي هدفٍ واضح.
ترتبط حالة
الجماد ببعض الحالات الطبية و النفسية مثل
متلازمة مضادات الذهان الخبيثة المهددة للحياة life-threatening neuroleptic
malignant syndrome و الاضطراب ثنائي القطب bipolar disorder .
هنالك عدة عقاقير
تستخدم في علاج هذه الحالة من بينها
البينزوديازيبين benzodiazepines.
كما يعاني مريض
الفصام كذلك من الاضطرابات الوجدانية Affective disorders حيث تظهر على المريض
نوباتٍ من الاكتئاب و المرح .
ترتفع معدلات الانتحار بين المصابين بالاكتئاب الذهاني Psychotic depression ولذلك يعتبر الاكتئاب الذهاني من أشد أنواع
الاكتئاب خطراً و غالباً ما يقوم المريض
قبل إقدامه على الانتحار بقتل من يحب اعتقاداً منه بأنه بذلك ينقذهم من بؤس الحياة
ولذلك يمكن لمريض الاكتئاب الذهاني أن يقتل أفراد عائلته قبل أن يقدم على الانتحار
, وهذا الأمر قد حدث بشكلٍ واقعي بعد التحالف الصليبي
الأورثوذوكسي-البروتستانتي-الكاثوليكي
الأممي الذي أدى إلى هزيمة ألمانيا النازية حيث كان
الضباط الكبار يسممون أولادهم بسمٍ سريع لا يحدث الألم قبل أن يقوموا بقتل زوجاتهم
و من ثم قتل أنفسهم ( الضباط الألمان الخونة الذين كانت لهم اتصالات سرية مع ذلك التحالف
الصليبي لم يقوموا بذلك الأمر ) .
الاكتئاب الذهاني Psychotic depression :
الاكتئاب الذهاني هو
أحد أكثر أشكال الاكتئاب حدةً و يتخلل هذا الاكتئاب لحظاتٌُ من جنون العظمة paranoid , كما يعاني المصاب بهذه
الحالة من الهلاوس السمعية-البصرية audio-visual hallucinations و الاكتئاب الذهاني هو
حالةٌ مزمنة دورية cyclic , و
يمكن أن ينتهي الأمر بمريض الاكتئاب الذهاني إلى الانتحار .
الذهان العضوي :
تطلق تسمية الذهان العضوية على الاضطرابات العقلية التي
تنتج عن إصابة الدماغ بأذىً عضوي و يعتبر
الصرع epilepsia من أبرز أمثلة
الذهان العضوي .
يقسم الصرع إلى نوعين
و هما : صرعٌ عرضي و صرعٌ أولي .
الصرع العرضي : هو الصرع الذين يكون بمثابة عرضٍ لمرضٍ آخر .
الصرع الأولي : هو الصرع الذي يكون مرضاً بذاته و ليس عرضاً
لمرضٍ آخر.
في حالة الصرع النفسي الحركي يمكن للمريض أن يرتكب أعمالاً
إجرامية عندما يعاني من نوبة صرعٍ نفسية
حركية .
و تندرج تحت بند
الذهان العضوي كذلك حالات السكر بتأثير الخمر و حالات فقدان الوعي بتأثير
المخدرات و محدثات الهلوسة و ما شابه ذلك .
الأعراض
الانسحابية أو الأعراض الامتناعية withdrawal symptoms وهي
الأعراض التي تظهر على المدمن بعد امتناعه عن تعاطي المادة المخدرة بعد اعتياده
عليها .
الحشيش و الذهان : يؤدي تعاطي الحشيش إلى ظهور علاماتٍ
ذهانية على المتعاطي كالهذيان و الهلاوس السمعية و البصرية .
الأفيون و الذهان :يؤدي تعاطي الأفيون إلى حدوث تدهورٍ
أخلاقي عند المتعاطي و ميل نحو الأجرام .
دلت الأبحاث على أن هنالك ارتباطٌ سلبي ما بين تعاطي الحشيش
و بين السلوك الإجرامي بينما هنالك ارتباطٌ إيجابي ما بين تعاطي الأفيون و بين
السلوك الإجرامي.
الكوكائين : يزيد من الرغبة عند النساء ولذلك يكثر تعاطيه
بين فتيات الليل.
الخمر : يرتبط تعاطي الخمور و إدمانها بالحالة التي
تعرف باسم " ذهان كورساكوف" Korsakoff's psychosis , كما يرتبط بمتلازمة
ورنيكة .
غالباً ما يعاني
المذهونون من تأخرٍ عقلي أو تدهورٍ عقلي.
الذاكرة :
تنقسم الذاكرة طبقاً للحواس فهنالك ذاكرةٌ لفظية verbal أو ذاكرةٌ سمعية Auditory \echoic memory
تقوم بتخزين
الأصوات التي التقطتها الأذن و هنالك ذاكرةٌ بصرية eye memory أو ذاكرة إبصاريه visual memory تقوم بتخزين الصور التي
التقطتها العين و هنالك ذاكرةٌ لمسية و أخرى شمية , وهكذا .
كما تقسم الذاكرة إلى
ثلاثة مستوياتٍ هي :
الذاكرة اللحظية recent memory و غالباً ما يتم التخلص من البيانات المختزنة
عليها خلال ثواني مالم يتم نقل تلك البيانات إلى الذاكرة القصيرة الأمد short-term memory و عندما يتم تثبيت
البيانات المختزنة على الذاكرة القصيرة الأمد بالتكرار و المراجعة يتم نقل
البيانات المختزنة عليها إلى الذاكرة المديدة (الذاكرة البعيدة المدى) long-term memory
تتعرض الذاكرة لنوعين من الخلل وهما : خللٌ عضوي و خللٌ
وظيفي.
الخلل العضوي organic disorder:
يقع الخلل العضوي نتيجة إصابةٍ ما يتعرض لها الدماغ كما هو الأمر في حال الاصابة
بالذهان الكحولي alcoholic psychosis و الذهان الشيخوخي geriopsychosis\
senile psychosis .
الخلل الوظيفي functional disorder
: يحدث الخلل الوظيفي دون وجود سببٍ عضوي , كما هي الحال في الأمراض العصابية
كالهستيريا و حالة تعدد الشخصيات multiple personality و الفصام paleophrenia(الشيزوفرينيا) و القلق و
الهوس.
في حالاتٍ كثيرة يبدو فيها
المرض و كأنه مرضٌ نفسيٌ بحت أو مجرد تهتكٍ أخلاقي و في حالات ارتكاب الجرائم الجنسية و الأفعال
المشينة و في حالات الميول الشاذة ينصح دائماً بإجراء فحوصاتٍ شاملة للدماغ لأن سبب تلك الحالات قد يكون سبباً عضوياً بحتاً .
كما ينصح بإجراء
الفحوصات الشاملة في حال الأمراض النفسية التي لا تتجاوب مع أي شكلٍ من
أشكال العلاج النفسي , وفي أحايين كثيرة يوصى بإجراء هذه الفحوصات قبل إضاعة الوقت
في ممارسة أساليب العلاج النفسي , لأن أساليب العلاج النفسي قد لا تعطي أي نتائج
في حال كان سبب المشكلة سبباً عضوياً .
علماً أن هنالك
الكثير من الاختبارات النفسية التي تساعد على اكتشاف وجود مشكلاتٍ و إصاباتٍ عضوية في الدماغ , بل إن الاختبارات النفسية قد تكون أكثر
فاعلية من مخطط كهربية الدماغ في كشف إصابات الدماغ و خصوصاً في حال الاصابات و المشكلات الدماغية العضوية
العميقة كاختبارات الادراك الحسي و
المقدرات العقلية , فهنالك مثلاً ارتباطٌ بين الفشل في الاختبارات اللفظية و
بين تلف نصف الكرة المخية الأيسر بينما
يشير الفشل في الاختبارات العلمية إلى وجود تلفٍ في نصف الكرة المخية الأيمن.
اكتشف الباحثون في الخمسينيات أن عقاقير الهلوسة تتسبب في
حدوث اضطرابات في الدماغ شبيهة بتلك
الاضطرابات التي تحدث في حال الفصام.
مؤشرات العدوان عند مونهان Monhan:
وضع مونهان عدة
مؤشرات قد تنبئ بأن الشخص قابلٌ للقيام بأعمالٍ عدوانية أو إجرامية وهذه المؤشرات
هي:
أن يكون الشخص ذكراً –
أن يتراوح عمره ما بين 30و 35 عام – أن يكون ذو ذكاءٍ متدني – أن ينتمي
لأقلية من الأقليات – أن يكون من متعاطي الخمور أو المخدرات .
وقد أضاف باحثون
آخرون إلى مؤشرات العدوان عند مونهان مؤشراتٍ أخرى منها :
القسوة على الحيوانات
.
تنقسم الأدوية
النفسية إلى خمس أنواع وذلك تبعاً لتأثير هذه الأدوية على السلوك وهذه الأنواع هي:
مضادات الذهان antipsychotic
مضادات الاكتئاب antidepressant
مضادات الهوس antimaniacal
مضادات القلق antianxiety
المهدئات temperantia و المنومات dormifacient.
العقاقير المضادة
للذهان: تستخدم في علاج المشكلات الذهانية مثل الفصام و الاكتئاب الذهاني .
تفيد مضادات الذهان
في علاج اضطرابات التفكير و علاج الهذاءات و الهلاوس التي ترافق الإصابات الذهانية
.
كما أن معظم أدوية علاج الاضطرابات الذهانية تمتلك تأثيراً
مهدئاً وهي خاصيةٌ عامة في علاج الهياج الذي كثيراً ما يصاحب الاضطرابات
الذهانية.
هنالك نوعٌ من الاكتئاب
العضوي الذي ينتج عن وجود خللٍ عضوي في النواقل العصبية الناظمة للمزاج و في هذه
الحالة تكون الاستجابة جيدة للعلاج الدوائي بمضادات الاكتئاب .
يتميز المهووس بمزيجٍ
من النشوة و الإحساس بالعظمة كما أنه يتميز بسرعة البديهة و النشاط و قد
يعاني المهووس من بعض الاضطرابات الذهانية
مثل الهلوسة و الهذيان و بالإضافة إلى شعوره بالعظمة فإن المهووس قد يعاني في
أوقات أخرى من نوباتٍ من الاكتئاب و هذه الحالة من تعاقب نوبات الشعور بالعظمة مع نوبات
الاكتئاب تعرف باسم " الاضطراب الوجداني الثنائي القطب " أو " ذهان
الهوس الاكتئابي" .
غالباً ما تتم معالجة
الهوس بعقار الليثيوم Lithium .
يستخدم عقار الليثيوم
مع بعض مضادات الذهان لعلاج حالات الفصام .
ملح الليثيوم Lithium salt :
يستخدم ملح الليثيوم كعقار
مثبت للمزاج mood
stabilizing drugs و يسوق تحت أسماء تجارية
مثل (Eskalith® Lithobid® Camcolit®) و يستخدم هذا العقار في علاج
الاضطراب ثنائي الاتجاه bipolar disorder , الكآبة depression, الهوس mania و الشيزوفرينيا schizophrenia.
من أشهر مركبات
الليثيوم التي تستخدم في العلاج مركب كربونات الليثيوم lithium carbonate Li2CO3)) و سيترات الليثيوم lithium citrate (Li2SO4) و كبريتات الليثيوم lithium sulfate (Li2SO4) .
يتفاعل الليثيوم مع
عددٍ من النواقل العصبية neurotransmitters و المستقبلات العصبية
Receptors حيث
يقلل من إطلاق النورادرينالين noradrenaline و
يزيد من تركيب السيروتونين serotonin.
الأنسولين و علاج الفصام:
كان الأنسولين يستخدم
في علاج حالات الفصام oneirophrenia و
الأنسولين يستخدم اليوم بمقادير طفيفة في علاج
بعض الأغراض العصابية مثل التوتر
العصبي و القلق و فقدان الشهية , كما
يستخدم الأنسولين في علاج الأعراض الإنسحابية الناتجة عن توقف المدمن عن تعاطي
المخدرات.
أساليب العلاج
بالتحليل النفسي psychoanalysis :
و هذه الطريقة في العلاج
مستهلكة للوقت كما أنها باهظة التكلف و قد تتطلب سنوات حتى تعطي نتائجها .
العلاج النفسي الجماعي
Group psychotherapy
:
و تقوم هذه الطريقة من طرق العلاج على تجميع المرضى النفسيين الذين
يعانون من حالة مرضية واحدة في مجموعات بحيث يتحدث كلٌ منهم عن تجربته المرضية
بإشرافٍ و توجيه غير مباشر من المعالج النفسي و هذه الطريقة في العلاج قد تكون
أجدى اقتصادياً من طريقة التحليل النفسي حيث يمكن للمرضى بهذه الطريقة أن يقاسموا
أجر المعالج النفسي بحيث يتوجب على كلٍ
منهم أن يدفع مقداراً معقولاً من المال لكل ساعة علاج فإذا كان يحضر الجلسة
الواحدة عشرة مرضى فهذا يعني بأنه يتوجب على كلٍ منهم أن يدفع عشر أجر المعالج
النفسي فقط بحيث تصبح تكلفة جلسة واحدة من جلسات العلاج النفسي مساوية لتكلفة عشر
جلسات من جلسات العلاج الجماعي.
المعالجة النفسية الدرامية psychodrama
:
تعتمد هذه الطريقة من طرق العلاج على أسلوب " التفريغ
الانفعالي " حيث يطلب من المرضى أن يقوموا بإعادة تمثيل المحن و المواقف
الصعبة التي مروا بها في حياتهم و في طفولتهم بصدق حتى تحصل عملية تفريغ انفعالي للانفعالات المكبوتة داخلهم.
هذه الطريقة في تشخيص المشكلات النفسية تعتبر من طرق العلاج
النفسية الجماعية التحليلية حيث يجلس
المعالج النفسي بين مجموعة من المرضى النفسيين و يستمع إلى أحاديثهم مع بعض حول
مشكلاتهم النفسية بحيث يتحدث كل مريض بطريقة التداعي الحر عما يعاني منه وهو الأمر
الذي يمكن المعالج النفسي من تشخيص حالة كل مريضٍ منهم.
تعتبر طريقة النهي المتبادل إحدى
طرق العلاج السلوكي behavior therapy .
تستخدم طريقة النهي
المتبادل بشكلٍ خاص في علاج حالات الخوف المرضي (الرهاب) phobia
, و يقوم النهي المتبادل على مبدأ أن
تعريض المريض للمؤثر الذي يتسبب في إثارة مخاوف المريض و قلقه دون أن يتسبب ذلك
المؤثر في حدوث القلق و الخوف فإن ذلك يؤدي مع تكرار ذلك الأمر إلى فك الارتباط ما بين ذلك المؤثر و بين استجابة
المريض لذلك المؤثر.
Systematic desensitization طريقة إزالة التحسس المنهجية :
تعتمد هذه الطريقة
على تقسيم الموقف المسبب للقلق و الخوف إلى أجزاء و مراحل و تعريض المريض لذلك
الموقف بشكلٍ تدريجي و فق المراحل التي قسمنا ذلك الموقف إليها بحيث لا ننتقل إلى
المرحلة التالية إلا بعد أن يفقد المريض حساسيته تجاه المرحلة الحالية من ذلك
الموقف إلى أن يفقد المريض حساسيته بشكلٍ تام لذلك الموقف و علينا دائماً البدء
بالمواقف الأقل صعوبة و الانتهاء بالمواقف الأشد سوءاً بالنسبة للمريض.
إزالة التحسس المنهجي
هي إحدى طرق العلاج السلوكي behavioral therapy التي تستخدم في علاج الرهاب (الفوبيا) phobias و اضطرابات القلق anxiety disorders و غيرها من الاضطرابات السلوكية
و تعتبر طريقة إزالة
التحسس المنهجي إحدى طرق العلاج
البافلوفي Pavlovian therapy
التي قام عالم النفس
الجنوب إفريقي جوزيف وولب Joseph Wolpe بتطويرها .
تتضمن طريقة إزالة التحسس المنهجية تدريب المريض على
الاسترخاء و من ثم تفكير المريض في المواقف التي تسبب له القلق أو الرعب وهو في
حالة استرخاء إلى أن يتفكك الارتباط ما بين تلك الأفكار أو المواقف و بين الشعور
بالقلق و الهلع وهو الأمر الذي يمكن ذلك المريض من مواجهة مخاوفه وهو في حالةٍ من الاسترخاء.
Negative practice التدريب السلبي
تستخدم هذه الطريقة في العلاج للتخلص من العادات السيئة و
ذلك عن طريق ممارسة تلك العادات بشكل إرادي منهجي و مكثف إلى أن تحدث لدى المريض
حالة " كفٍ تراكمي" تجعله يقلع عن ممارسة تلك العادة , فإذا كان لدينا مريض معتادٌ على أن يقضم
أظافره بشكلٍ لا شعوري فإن علينا أن نضع له جدولاً مكثفاً يقوم وفقه بقضم أظافره وفق
مواعيد منتظمة إلى أن يقلع عن تلك العادة .
العلاج التفييضي Flooding -العلاج بالغمر :
تتمثل طريقة العلاج
بالغمر في تعريض المريض لجميع مخاوفه دفعةً واحدة إما عن طريق التصور و التخيل أو
بشكلٍ فعلي و تستخدم هذه الطريقة بشكلٍ خاص في علاج حالات الخوف و القلق و
الانسحاب الاجتماعي , كما تستخدم في علاج الأفعال القهرية .
العلاج بالتكريه (العلاج التكريهي) –العلاج البغيضي aversion therapy:
يعتمد العلاج بالتنفير على ربط العوامل المثيرات التي نريد التخلص من انجذابنا نحوها بعوامل منفرة كالعقاقير
المحدثة للغثيان producing drugs nausea
و الصدمات الكهربائية , فإذا كان لدينا مريضٌ ما يعاني من المثلية الجنسية مثلاً تجري معالجته عن طريق عرض مجموعة مختلطة من
الصور عليه ومن بينها صور رجال و كلما مرات أمامه صورة رجل نقوم بتمرير
صدمة كهربائية إلى المريض بحيث يصبح هنالك ارتباطٌ شرطي في ذهن المريض ما بين صورة الرجل و بين الألم الذي أحدثته الصدمة
الكهربائية electric shock.
أما مدمن الخمر فيمكن أن نستخدم العقاقير المحدثة للغثيان
في علاجه بحيث يتشكل في ذهنه ارتباطٌ شرطي ما بين تعاطي الخمر و بين الشعور
بالغثيان .
الارتجاع الحيوي – العائد البيولوجي biofeedback
:
تقوم طريقة الارتجاع
الحيوي على وضع شاشة أمام المريض تظهر فيها التغيرات التي تحدث
في جسده من ضغط الدم و مستوى سكر الدم و معدل ضربات القلب heartbeats و موجات الدماغ brain waves حتى يشاهد المريض بالصورة و الصوت تأثير
أفكاره على العمليات الحيوية اللاشعورية unconscious bodily processes التي تجري داخل جسده حتى يتمكن لا حقاً و بطريقة شعورية واعية من
تجنب تلك المؤثرات الفتاكة ,و لو قام المريض بتدخين سيجارة أو شرب الخمر أو شاهد
قناة ً إخبارية أو شاهد مواد خليعة لرأى بأم عينه عن طريق الارتجاع الحيوي التأثير المدمر لمثل هذه
المؤثرات و كيف تفتك بجسده .
د. حكمت
سفيان
المادة
العلمية الأساسية :
د. محمد
شحاتة ربيع
د. جمعة
سيد يوسف
د. معتز
سيد عبد الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق