صفات مغتصب الأطفال
د. حكمت سفيان
ملخص البحث :
التعرف على المغتصب من خلال أهدافه التي تتمثل
في سعيه لإفساد الطفل و سعيه المحموم للخلوة بالطفل.
التعرف على المغتصب من خلال شخصيته باعتباره
شخصٌ فاسد و شهواني خبيث ذو تاريخ و ماضي أسود
.
التمييز بين مغتصبي الأطفال و بين محبي الأطفال
الذين هم أشخاصٌ طبيعيين .
الاعتماد على أساسين في تحديد الخطوط الحمراء
فقط و هما عاملي الشرع و القانون و عدم الالتفات لما يقوله المزايدون .
يعتقد كثيرٌ من الأهل
بأن مغتصب الأطفال وحشٌ مرعب يأتي من
الفضاء الخارجي لا علاقة له بالمجتمع ولا بالعائلة , أما الأصدقاء و الأقارب ,
وجميع الأشخاص الذين لديهم ضوءٌ أخضر بأن يختلطوا بالطفل فإنهم ملائكة أبرياء و
فوق مستوى الشبهات .
صحيحٌ أن هنالك نوعٌ
من المغتصبين ممن يكمنون في الغابات و المنتزهات و دورات المياه و الحمامات العامة
و جميع الأماكن التي يتحقق فيها شرطين وهما وجود الأطفال فيها و بعدها و عزلتها عن
الناس و هؤلاء بالطبع يستخدمون العنف المباشر و التهديد لاغتصاب ضحاياهم من
الأطفال – هذا كله صحيح ٌ تماماً , ولكن الحقيقة التي يجب أن نعرفها أن النسبة الكبرى من مغتصبي الأطفال يكونون من
الأقارب و أصدقاء العائلة و الجيران المقربين , و العاملين في مهنٍ تتطلب الاحتكاك
بالأطفال ممن يعرفهم الأهل و يثقون بهم و
يسمحون لهم بالخلوة بالطفل .
إن هذا البحث يتناول صفات مغتصبي الأطفال حتى يستطيع الأهل
تمييزه و الاحتراس منه.
إن الحرص و الاحتراس
المبالغ فيه يؤدي إلى نتيجتين بالغتي السوء وهما :
أولاً : الشك في
الشرفاء , وبذلك يخلو الجو للمغتصب , وكم من أهلٍ كان أطفالهم يتعرضون للاغتصاب من
قبل أشخاصٍ بالغين أو مراهقين مقربين و موثوقين بينما كان أولئك الأهل مشغولين
بمراقبة الشرفاء و الاحتراس منهم ولذلك فإن علينا الحذر ممن يكيل الاتهامات للناس
هكذا بلا دليل.
ثانياً : تراخي الرقابة إلى درجاتٍ خطيرة وذلك نتيجة الحرص و الاحتراس المبالغ فيهما و الذين وضعا
في غير موضعهما و الذين تم توجيههما نحو
أهدافٍ خاطئة , أي نحو الأشخاص الشرفاء
مما أدى في النهاية إلى حدوث ذلك التراخي و تشتت التركيز وهو الأمر الذي
يرغب المغتصب الحقيقي بحدوثه.
● محبي الأطفال و مغتصبي
الأطفال:
الأمر الأول الذي
يتوجب علينا الحرص عليه دائماً هو تمييز محبي الأطفال من مغتصبي الأطفال و عدم
الخلط بين هذين النوعين من البشر , و التمييز بينهما هو أمرٌ في غاية السهولة وذلك
من خلال إدراك الأهداف التي يسعى إليها مغتصب الأطفال.
فكل مغتصب أطفال يسعى
إلى هدفين قريبين و هدفٍ ثالثٍ بعيد .
● هدفي مغتصب الأطفال:
● الهدف الأول : إفساد الطفل .
كل مغتصب أطفال سواءً
أكان شخصاً بالغاً أو مراهقاً لابد من أن يقوم بإفساد الطفل بشتى الوسائل و ذلك
يتم مثلاً من خلال الخوض في أحاديث جنسية
أمام الطفل , و في الحقيقة فإن مغتصبي
الأطفال يتلذذون لذةً كبيرة عندما يفعلون ذلك الأمر ولذلك فليس غريباً أن معظم من يقومون
بإعداد مواد ما يدعى بالثقافة الجنسية و
تدريسها هم من مغتصبي الأطفال .
ومن أساليب إفساد
الطفل التي يلجأ إليها المغتصبين القيام
بجعل الطفل يشاهد المواد الخليعة , وفي الحقيقة فإن ما يدعى بالثقافة الجنسية لا تخرج
عن هذا الأمر فهي ليس بأكثر من طريقة
قانونية لإفساد الأطفال و المراهقين .
● من أساليب إفساد
الطفل كذلك التعري أمامه , تذكر دائماً بأن عري المغتصب أمام الطفل ليس أمراً
صعباً عليه لأن المغتصب شخصٌ فاسدٌ ولا يمكن إلا أن يكون شخصاً فاسداً , كما أنه معتادٌ على اغتصاب الأطفال و التعري
أمامهم.
● من أساليب إفساد
الطفل كذلك محاولة تعرية الطفل , و غالباً ما يتم ذلك الأمر على أنه نوعٌ من أنواع
المزاح , و أنتم تعرفون بأن كثيراً من المراهقين الفاسدين (يلاعبون) الأطفال بجذب
سراويلهم للأسفل , وهدفهم من ذلك كسر حاجز الحياء عند الطفل أو الطفلة بحيث أنه بعد فترةٍ من الزمن و بتكرار هذا الفعل
فإن هذه الطفلة أو ذلك الطفل يصبح معتاداً على الظهور عارياً أمام أولئك الكبار أو
المراهقين و بذلك فإنه يصبح متهيئا للقيام
بما هو أكثر من ذلك.
لا اغتصاب بلا عري .
● الهدف الثاني القريب الذي يسعى إليه كل مغتصب هو الخلوة بالطفل أو
الطفلة :
لأنه لا اغتصاب بلا
خلوة و لذلك فإننا نجد بأن المراهقين و الكبار من مغتصبي و مغتصبات الأطفال في
الغرب يتهافتون للعمل كجلساء أطفال , حيث أن تلك المهنة مهنةٌ ذهبية للمغتصبين فهي
تؤمن لهم المال و العبث بمحتويات المنزل و خصوصياته و الأهم من ذلك كله أنها تؤمن
لهم الخلوة بالأطفال خلوةً قانونية شرعية برضا الأهل و موافقتهم , وماذا يريد المغتصب أكثر من ذلك .
وفي الحقيقة فإن معظم
المغتصبين يصرون على أن تكون تلك الخلوة خلوةً شرعية قانونية أي أن تتم تلك الخلوة
بموافقة الأهل و رضاهم لأن ذلك يبعد الشك عنهم , كما أن ذلك يعني ضمنياً للطفل بأن
والديه قد أنابا ذلك الشخص مكانهما بكل ما تعنيه الكلمة من معنى , و تندرج تحت هذه
الخانة خلوة المراهقين بأبناء عمومتهم الأطفال.
● المغتصب كشخص:
يتميز جميع مغتصبي
الأطفال بصفاتٍ مشتركة يمكننا أن نميزهم
من خلالها :
الصفة الأولى :
مغتصبو الأطفال هم
أشخاصٌ خبثاء في حياتهم الاعتيادية و في تعاملهم مع الآخرين – دائماً تذكر بأن الفساد الجنسي
هو أعلى درجات الفساد الأخلاقي , و تذكر دائماً بأنه لا يمكن لشخصٍ فاسدٍ جنسياً
أن يكون سوياً من الناحية الأخلاقية و كذلك فلا يمكن لشخصٍ فاسدٌ أخلاقياً أن يكون
سوياً في حياته الجنسية .
ولذلك فإن أجهزة الاستخبارات
الغربية و النفطية دائماً تختار إعلاميين و عاملين في المنظمات الدولية و و عملاء في العالم
الثالث من المنحرفين الفاسدين جنسياً لمعرفة تلك الأجهزة بأن الشخص المنحرف جنسياً هو شخصٌ خائنٌ
بالفطرة .
الصفة الثانية :
مغتصبي الأطفال هم أشخاص وقحين عديمي الحياء ولم أصادف في
حياتي كلها مغتصب أطفالٍ خجول.
الصفة الثالثة :
مغتصبي الأطفال ذوي تاريخٍ أسود شائن وقد ثارت حولهم منذ مرحلة المراهقة الشبهات و الأقاويل , حتى و
إن لم يوجه إليهم أي اتهامٍ رسمي .
الصفة الرابعة :
مغتصبو الأطفال هم
أشخاصٌ شبقون جنسياً و يشكل الجنس محور حياتهم و هذا الأمر سهل الاكتشاف لأن هؤلاء
الأشخاص بذيئين و عديمي الحياء , و
أحياناً يكون الأشخاص الشبقون جنسياً نهمون كذلك في الطعام و يتميزون بصفةٍ
أنهم لا يشبعون و أنهم يكونون دائماً في حالة جوع مهما أكلوا من الطعام.
الصفة الخامسة (صفة
طبية) :
معظم إن لم نقل بأن
جميع مغتصبي الأطفال من المراهقين و البالغين غالباً ما يتميزون بتأخر أو انعدام
حدوث الدفق و الإشباع و لذلك فإنهم يكونون دائماً في حالة هياجٍ جنسي.
● الوصول إلى الأطفال من خلال
إقامة علاقاتٍ مع ذويهم:
الشيء الذي أؤكد عليه
دائماً أنه لا يمكن الوصول إلى الأطفال و الخلوة بهم إلا من خلال ذويهم و بضوءٍ
أخضر منهم , و لا يستثنى من هذه القاعدة إلا الأطفال المهملون المنبوذون و
المشردون .
و يدرك مغتصبي
الأطفال بأن عليه أن يصل أولاً إلى الأهل حتى يتمكن من الوصول إلى الطفل و الخلوة
به .
كما أن معظم الأطفال لا يثقون إلا بالأشخاص الذين يعرفهم
ذويهم بل إنهم يعتبرون أولئك الأشخاص امتداداً لأهلهم .
و لهذا السبب فإنني أنصح الأهل دائماً بأن يبعدوا أطفالهم
عن علاقاتهم الاجتماعية و المالية قدر المستطاع حتى لا يصلوا إلى مرحلة يتوجب
عليهم فيها أن يختاروا ما بين خسارة المال و الأقارب و الأصدقاء و بين خسارة أطفالهم , و حتى لا يصلوا إلى
مرحلةٍ يضطرون فيها للتغاضي عن أشياء لا
يرتاحون لها .
وفي معظم الأحوال فإن البلاء لا يأتي من الأقارب و الأصدقاء
و حسب عندما يختلطون بالأطفال و يختلون
بهم و إنما يأتي من أبنائهم المراهقين كذلك .
● محبي الأطفال :
إن الشيء الذي لا
أستطيع أن أنكره كطبيبٍ نفسي أن هنالك حاجةٌ متبادلة للمحبة بين الشخص البالغ الطبيعي
و بين الطفل , فالطفل يحتاج إلى أن يكون محبوباً ليس من أهله و حسب بل ومن كل من
يحيطون به و الطفل الذي يحرم من المحبة يصبح عند بلوغه شخصاً ذو شخصيةٍ مشوهة .
كل طفل يحب أن يكون
جميلاً و رشيقاً و يحب أن يرتدي أجمل
الملابس و أن يكون نجماً في مجتمعه و مدرسته و أن يكون محبوباً ممن حوله, و كذلك
فإن الشخص البالغ الطبيعي يحتاج إلى محبة الأطفال لأن الطفل يمنحنا الكثير و بدون
أطفال فإن حياة الكثيرين منا ستكون بلا قيمةً ولا معنى .
إن أسعد زواج بين
أجمل و أغنى عروسين سينتهي إلى الدمار في حال لم يتمكنا من الإنجاب .
● يثير بعض الأشخاص
شبهةً مؤلمة للكثيرين وهي شبهةٌ تطال كل من يعامل الأطفال بلطف و كل من يقدم إليهم
الهدايا و الألعاب و الحلوى و المساعدة , و في الحقيقة فإن هذا النوع من الشبهات
فيه ظلمٌ كبير للكثيرين و لذلك فإنني سأزود الأهل بمقياسٍ لا يخيب في هذه الناحية
وهو أن يسألوا أنفسهم السؤال التالي :
● هل هذا الشخص لطيفٌ بطبعه و
يعامل جميع الناس بل و الحيوانات بلطف ؟
● هل هذا الشخص كريمٌ و مضياف
تجاه جميع الناس؟
إذا كان الجواب نعم
فهذا يعني بأن معاملته الحسنة للأطفال هي جزءٌ من طبيعة هذا الشخص الطيبة .
أما إذا كان شخصاً
خبيثاً سيء الخلق و وقح , ولكنه كان يخص أطفالاً معينين أو طفلاً معيناً فقط
بالمعاملة الحسنة فهنا فقط يمكننا أن نرتاب في أمره .
تذكر دائماً بأننا لا
نستطيع أن نعزل الطفل عزلاً تاماً عن الكبار فالكبار موجودون في كل مكان , وهنا
تنبعث الحاجة إلى وجود أشخاص طيبين حول الطفل .
إن الذئاب البشرية من
مغتصبي الأطفال و من المتنمرين في المدارس هم دائماً أشخاصٌ جبناء غالباً ما
يختارون الطفل المنعزل ضحيةً لهم و لذلك فإن علينا أن نعلم الطفل كيف يكتشف
الأشخاص الطيبين و كيف يحافظ على صداقتهم .
● إن قيام المغتصبين الحقيقيين
بإثارة الشبهات الكاذبة حول الأشخاص
الشرفاء تحمل فائدةً كبيرةً للمغتصبين تتمثل في إبعاد الشرفاء عن الساحة حتى يخلوا
لهم الجو ليفعلوا ما يشاؤون .
وكذلك فإنها تحمل فائدةً
أخرى كبيرةً لهم , فعندما يتحرك الأهل ضد شخصٍ ما دون دليلٍ حقيقي لمجرد أن شخصاً
خبيثاً قد أوغر صدورهم بلا أي دليل ضد ذلك
الشخص , و عندما يثبت لاحقاً بأن هذا الاتهام باطلٌ ولا أساس له , و عندما يتكرر
قيام الأهل باتهام الأبرياء بلا دليل مدفوعين
بما يوسوسه المغتصب الحقيقي فإن أحداً لن يصدقهم بعد ذلك عندما يضرب
المغتصب الحقيقي ضربته و عندما يقوم بشكلٍ فعلي باغتصاب طفلهم.
● ليكن دليليك الوحيدين الشرع و القانون ولا شيء سواهما حتى لا تقع فريسةً لأحد
المخادعين المزاودين , فكل
ما يسمح به الشرع و القانون لا بأس به وكل ما ينهى عنه الشرع و القانون فهو خطٌ أحمر لا يقبل
المساومة أو التهاون .
فقد يأتيك مخادعٌ
مزاود ليوغر صدرك ضد شخصٍ بريء لمجرد أنه
يبتسم للطفل أو يعامله بلطف و يقول لك : نظرة فابتسامة فموعدٌ فلقاء ...,
وبعد أن تخسر ذلك الشخص البريء و بعد أن تتهمه ظلماً و يخلو الجو لذلك المزاود
الخبيث و من يأولون إليه من ابنائه المراهقين ستصعق عندما ترى ذلك الخبيث و هو
يقلب موازينه السابقة رأساً على عقب بكل
وقاحة و عهر مبرراً لنفسه و لأبنائه كل قذارة و ملقياً بكل اللوم على طفلك الضحية .
تذكر دائماً بأن الخطر الأكبر يأتي من الأشخاص الذين
يستطيعون الخلوة بالطفل أياً تكن درجة قرابتهم به و الأشخاص الذين يمتلكون سلطةً
على الطفل أياً تكن درجة قرابتهم به بالإضافة إلى المراهقين و الفاسدين منهم و الوقحين على وجه الخصوص.
التعرف على المغتصب من خلال أهدافه التي
تتمثل في إفساد الطفل و سعيه المحموم للخلوة بالطفل.
التعرف على المغتصب من خلال شخصيته
باعتباره شخصٌ فاسد و شهواني خبيث ذو
تاريخ و ماضي أسود .
التمييز بين مغتصبي الأطفال و بين محبي
الأطفال الذين هم أشخاصٌ طبيعيين .
الاعتماد على أساسين في تحديد الخطوط
الحمراء فقط و هما عاملي الشرع و القانون و عدم الالتفات لما يقوله المزايدون .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق